صناعة القرار في الأردن
عايد الخزاعلة
جو 24 :
صناعة القرار في الاردن وتغيير الحال تحتاج الى حوار مع اهل الاختصاص في كل مجال، ولا يكفي هنا الاستعانة بالاعلام والصحافة، فهي ورغم أنها مراة للواقع وجسر لنقل المعلومات بين الشعب والحكومة، لكن الاعلاميين ليسوا القناة البديلة لمناقشة اوضاع البلاد الاقتصادية -مع التقدير للاعلاميين ورسالتهم النبيلة- فمعلوماتهم نظرية وليسوا اهل تجربة لانهم مثلا لم يعيشوا صراع الصناعي لتسهيل دخول الاسواق العربية والعالمية ولم يشعروا بالم كلفة التمويل العالية ولا الاجراءات المعقدة ولا الوقوف بالساعات على أعتاب مكاتب العمل، فلا يعرف الشوق الا من كابده.
وكذلك التجار فهم لم يعيشوا، تجربة تسجيل المنتجات والانتظار لاسابيع لنتائج فحوص المواد وقد تصل بضاءعهم قبيل مواسم الاعياد وبسبب الاجراءت يفقدوا فرصة البيع وبذلك تخسر الحكومة
ايضا ايرادات متوقعة.
اما الزراعة ففيها امن قومي وفيها من المشاكل ما تئن به الجبال، ابتداء من المزارع وانتهاء بمنافذ التوزيع واللوجستيات ومخاطر المواسم وغيرها.
حتى يكون الحوار فعالا يجب ان
يكون مباشرة مع الاختصاصيين في القطاعات الاساسية كلها من صناعة وزراعة وتجارة وتعليم وطاقة وغيرها.
اهل الاختصاص هم الذين يكابدون ويعيشون كل التفاصيل حيث تسكن شياطين الجن والإنس، وكل اجتماع يجب ان يكون مثبتا فيه كل النقاط والمشاكل والحلول المقترحة وتشكل مجموعات للمتابعة واتخاذ القرار وهذا يحدث في بعض الدول العربية لانها تدرك ان دور الدولة هو تنظيم النشاط الاقتصادي وتحفيزه وتمكين المستثمرين المحليين من الاشتباك الايجابي ومباشرة مع الحكومة لتسهيل الاعمال.
تعقد اللقاءات والاجتماعات بهدف التقدم في الاقتصاد وفي ميادين الحياة الاقتصادية الحقيقية وليس بغرض وصف الحال والشكوى او حتى مديح الحكومات، كيف لصحفي ان ينظر لحكومة في حل معضلة الاقتصاد وصحيفته التي يعمل فيها تعيش انفاسها الاخيرة لقلة الاموال وانكفائها على الصحافة الورقية في عالم اصبحنا خلفه تقنيا..