محن وغيد وقتل وحرمان
جمال الشواهين
جو 24 : لن يشبع القتل منّا وسيتخم قبل أن نصحوا على قتل جديد يتكرر فينا بلا هوادة منذ هدرنا أنفسنا أول مرة في قتل عثمان, ثم وقعت الواقعة التي قادها هودج على جمل ما نخ إلاّ لما طعن ولم يكن يقاتل. ونقتتل فنقتل ونقتل، ولم نصل بعد حد الارتواء رغم كل الدم يسيل مدرارا بلا سبب أو هدف. ولو نتوقف عنه قليلا فقط لعادت بنا الدنيا إلى آخر فتح وتحرير لما كان الأيوبي موحدا ولم يفرق أبدا, ولما سألوه لم وماذا تعني القدس قال لا شيء وكل شيء.
نقتتل في العراق منذ سقوط الخلافة فيها، ونقتتل في اليمن لما تقاسمناه شمالا وجنوبا ولما أعدناه موحدا, ونقتتل في البحرين سرا وعلانية, والآن في الشام من أقصاها قبل الاسكندرون وحتى درعا ونصيب وتل شهاب والشجرة, وعن لبنان قل ما تشاء، فالموت فيه قتلا على موعد دائم, وغزة تقاتل رام الله وهذه وتلك على مرمى حجرين من الأقصى.
والدم في بنغازي يراق مقابله في طرابلس, وتونس الخضراء يلفّها ماء الحياة أحمر, والجزائر لا تهدأ ولا تستقر وتزد على مليونها ونصفه شهداء جدد بذات القدر, وأرض الكنانة فوهة بركان يغلي بلا فرق لانفجار فوق مسلم أو قبطي, وقاهرة المعز فيها تنام على وجع تصحو منه الاسكندرية على قهر.
وقد كنّا مرة وما عدنا, وإن غادرناها الشام إلى بغداد وما تغيّرنا ولا بدّلنا تبديلا لردح ما كان قليلا, حتى أتينا لأنفسنا ببرامكة نقلوا العهد منّا وفاقوا علينا بنا, وكذبوا بأخوال لنا صدقناها مفخرة للذل والتغريب, وقد تغيّروا بأتراك ويهود وشتى الأمم, فما عاد النسب نفسه ولا الحسب.
لا نسير للأمام منذ غيرنا الإمام، ولا نقف حتى بذات المكان, وحدنا دون أمم الأرض نسير للوراء ولا تعود بنا الأيام إلى أيّ ماض مجيد. وقد أعدنا الأصنام ثانية، وبدل هبل عشرة, وعن اللات ألف عزة، للبيت الأبيض الحج دائم ونادرا ما يكون صدقا إلى مكة.
(السبيل)
نقتتل في العراق منذ سقوط الخلافة فيها، ونقتتل في اليمن لما تقاسمناه شمالا وجنوبا ولما أعدناه موحدا, ونقتتل في البحرين سرا وعلانية, والآن في الشام من أقصاها قبل الاسكندرون وحتى درعا ونصيب وتل شهاب والشجرة, وعن لبنان قل ما تشاء، فالموت فيه قتلا على موعد دائم, وغزة تقاتل رام الله وهذه وتلك على مرمى حجرين من الأقصى.
والدم في بنغازي يراق مقابله في طرابلس, وتونس الخضراء يلفّها ماء الحياة أحمر, والجزائر لا تهدأ ولا تستقر وتزد على مليونها ونصفه شهداء جدد بذات القدر, وأرض الكنانة فوهة بركان يغلي بلا فرق لانفجار فوق مسلم أو قبطي, وقاهرة المعز فيها تنام على وجع تصحو منه الاسكندرية على قهر.
وقد كنّا مرة وما عدنا, وإن غادرناها الشام إلى بغداد وما تغيّرنا ولا بدّلنا تبديلا لردح ما كان قليلا, حتى أتينا لأنفسنا ببرامكة نقلوا العهد منّا وفاقوا علينا بنا, وكذبوا بأخوال لنا صدقناها مفخرة للذل والتغريب, وقد تغيّروا بأتراك ويهود وشتى الأمم, فما عاد النسب نفسه ولا الحسب.
لا نسير للأمام منذ غيرنا الإمام، ولا نقف حتى بذات المكان, وحدنا دون أمم الأرض نسير للوراء ولا تعود بنا الأيام إلى أيّ ماض مجيد. وقد أعدنا الأصنام ثانية، وبدل هبل عشرة, وعن اللات ألف عزة، للبيت الأبيض الحج دائم ونادرا ما يكون صدقا إلى مكة.
(السبيل)