الحديقة العامة التي صارت "كوفي شوب"
ابراهيم غرايبة
جو 24 : يتجمع الأهالي في حي الجامعة، في محاولة للتأثير واستعادة الأرض التي اقتطعت من أراضيهم لتكون حديقة عامة، ولكنها تحولت إلى ناد لخريجي الكلية العلمية الإسلامية، ونادي ضباط الدفاع المدني. وربما تكون أقطعت الأجزاء المتبقية من قطعة الأرض لأجل استخدامات أخرى، لا علاقة لها بالغرض والهدف اللذين خصصت وامتلكت القطعة لأجلهما.
أُجرت خمسة دونمات من أرض الحديقة العامة لنادي خريجي الكلية العلمية الإسلامية بمائة دينار سنويا، علما أن قيمة الأرض تساوي مليوني دينار، وأقيم عليها مبنى لنادي الخريجين بقيمة 750 ألف دينار من أموال الدولة، ثم حُوّل النادي إلى "كوفي شوب". ويعلن "كوفي شوب" معروف في عمان عن فرعه الجديد في حي الجامعة الذي هو مقر نادي خريجي الكلية، المقام على أراضي الحديقة العامة وبأموال الخزينة!
يتحدث الأهالي عن عمليات خداع وحيل غير قانونية استخدمت للاستيلاء على الأراضي العامة واستخدامها لأغراض منفعة فردية غير مشروعة، ويشيرون بالأسماء إلى موظفين ومتنفذين يبددون الأموال العامة ويستخدمون العلاقات والنفوذ للاستيلاء على المرافق العامة، علما أن الحي لا توجد فيه مدرسة أساسية، وليس مخدوما بالصرف الصحي ولا الأرصفة، ولا توجد فيه حديقة عامة ولا مكتبة عامة ولا مركز ثقافي ولا مركز صحي...
ولا بأس من الإشارة في هذا السياق أيضا إلى حديقة جبل اللويبدة التي تحولت مكتبة الأطفال فيها إلى مطعم. وتغلق الحديقة كل يوم الساعة الثامنة مساء لمنع الزوار والأهالي من الدخول إليها.. ولتتحول إلى خلفية جميلة لرواد المطعم وزواره من غير إزعاج!
يوجد في الأردن 6 آلاف مدرسة؛ فلماذا اختُصت مدرسة واحدة من بينها بقطعة أرض تبلغ قيمتها مليوني دينار، وبمبنى لنادي خريجيها بثلاثة أرباع المليون؟ علما أنها مدرسة تملك إمكانيات كبيرة جدا، ويحظى روادها وخريجوها بفرص اقتصادية ووظيفية هائلة، تمكنهم من إقامة ناد، بل ومساعدة المدارس الأخرى، لماذا وكيف تحولت قطع الأراضي التي اقتطعت من أملاك المواطنين على قاعدة تخصيص الربع لأغراض النفع العام، إلى استخدامات أخرى بعيدة عن احتياجات الأهالي وأولوياتهم، برغم أنهم المالك الحقيقي لقطعة الأرض؟
يجري هذا ومثله وأسوأ منه، في الوقت الذي يموج العالم العربي والإسلامي بالاحتجاجات، وتكاد حكومة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان ترحل بسبب مشروع تطوير حديقة؛ تطوير وليس تحويلها لاستخدامات ومنافع شخصية غير مشروعة. ولكن الحكومة والنخب الحليفة لها في البلاد تدير ظهرها لكل ما يجري من غضب واحتجاج وشعور بالظلم والسخط وعدم المساواة، ولا تملك شعورا بحقوق المواطنين وكرامتهم!
(الغد)
أُجرت خمسة دونمات من أرض الحديقة العامة لنادي خريجي الكلية العلمية الإسلامية بمائة دينار سنويا، علما أن قيمة الأرض تساوي مليوني دينار، وأقيم عليها مبنى لنادي الخريجين بقيمة 750 ألف دينار من أموال الدولة، ثم حُوّل النادي إلى "كوفي شوب". ويعلن "كوفي شوب" معروف في عمان عن فرعه الجديد في حي الجامعة الذي هو مقر نادي خريجي الكلية، المقام على أراضي الحديقة العامة وبأموال الخزينة!
يتحدث الأهالي عن عمليات خداع وحيل غير قانونية استخدمت للاستيلاء على الأراضي العامة واستخدامها لأغراض منفعة فردية غير مشروعة، ويشيرون بالأسماء إلى موظفين ومتنفذين يبددون الأموال العامة ويستخدمون العلاقات والنفوذ للاستيلاء على المرافق العامة، علما أن الحي لا توجد فيه مدرسة أساسية، وليس مخدوما بالصرف الصحي ولا الأرصفة، ولا توجد فيه حديقة عامة ولا مكتبة عامة ولا مركز ثقافي ولا مركز صحي...
ولا بأس من الإشارة في هذا السياق أيضا إلى حديقة جبل اللويبدة التي تحولت مكتبة الأطفال فيها إلى مطعم. وتغلق الحديقة كل يوم الساعة الثامنة مساء لمنع الزوار والأهالي من الدخول إليها.. ولتتحول إلى خلفية جميلة لرواد المطعم وزواره من غير إزعاج!
يوجد في الأردن 6 آلاف مدرسة؛ فلماذا اختُصت مدرسة واحدة من بينها بقطعة أرض تبلغ قيمتها مليوني دينار، وبمبنى لنادي خريجيها بثلاثة أرباع المليون؟ علما أنها مدرسة تملك إمكانيات كبيرة جدا، ويحظى روادها وخريجوها بفرص اقتصادية ووظيفية هائلة، تمكنهم من إقامة ناد، بل ومساعدة المدارس الأخرى، لماذا وكيف تحولت قطع الأراضي التي اقتطعت من أملاك المواطنين على قاعدة تخصيص الربع لأغراض النفع العام، إلى استخدامات أخرى بعيدة عن احتياجات الأهالي وأولوياتهم، برغم أنهم المالك الحقيقي لقطعة الأرض؟
يجري هذا ومثله وأسوأ منه، في الوقت الذي يموج العالم العربي والإسلامي بالاحتجاجات، وتكاد حكومة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان ترحل بسبب مشروع تطوير حديقة؛ تطوير وليس تحويلها لاستخدامات ومنافع شخصية غير مشروعة. ولكن الحكومة والنخب الحليفة لها في البلاد تدير ظهرها لكل ما يجري من غضب واحتجاج وشعور بالظلم والسخط وعدم المساواة، ولا تملك شعورا بحقوق المواطنين وكرامتهم!
(الغد)