الشامتون من عصر زيت الكاز
جمال الشواهين
جو 24 : انقلاب الجيش السيسي على الرئيس مرسي لن يغيِّر من واقع حال جماعة الأخوان المسلمين إن في مصر أو أيّ مكان بالعالم, وإن لم تفلح كل سنوات المطاردة والحصار والاعتقالات في صفوفهم من تهميشهم أو إلغائهم، فإنّ الانقلاب لن يفلح أيضا من تغيير الواقع حتى وإن زجّ العسكر بكل قياداتهم في السجون، ومن يظن الآن أنّ الجماعة تلقّت ضربة قاضية وأنّها تترنّح يُعدّ ليس واهما وحسب، وإنّما مهبولا أيضا.
الواهمون الكارهون للجماعة يريدون الانقلاب انتصارا وقد تحولوا إلى مجموعة من الشامتين، وهؤلاء يظنون أنّ الأمور انتهت عند حدود قرار الجيش وأنّ التمهيد لحكم جديد سيمرّ كما في السويد أو سويسرا مثلا، ويتعامون عن كون الجماعة موجودة بوزنها طوال الوقت، إن في عهد مبارك أو قبله وبعده، وإنّ فوزهم ثم الانقلاب عليهم من الجيش لن يغيِّر من أمرهم ولن يبدّل مجرد كلمة في خطابهم، وأنّه أيّاً كانت المسافة التي سيقطعها الجيش والزمن الذي سيحتاجه لحماية الحكم الذي اختاره، فإنّها بقياس تنظيم تاريخي كالجماعة لا تعني أكثر من الاستمرار كعهدهم في كل محطاتهم.
البعض من فرطه بالفرح اعتبر الانقلاب نهاية الأخوان في مصر والأردن ودوليا أيضا، ومن هؤلاء أحمد جار الله الذي نشرت له الدستور أمس مقالا بعنوان سخيف يطالب فيه الأردنيين أن يعتبروا ممّا جرى في مصر، وقد كال التهم والكذب جزافا بما يوحي أنّه جاهل أو حاقد, وإلاّ كيف يمكن فهم كلامه أنّ إخوان الأردن يتحالفون مع أميركا ويخططون معها؟ ولا يرى أنّ الأردن كدولة من أهم حلفاء أميركا في المنطقة. ثم يحلّق أبعد بالافتراء زعما أنّ قيادات الأخوان نهبوا أموال ليبيا والعراق ومصر وتونس!
وفي واقع الأمر أنّ أكثر ما يميّز الجماعة أنّه لم يسجَّل على أحد فيها مجرد اشتباه بفساد, ولو أنّ واحدا فقط ثبت عليه قضية مال لقامت الدنيا وما قعدت عليهم ولأصبح أكثر شهرة من هيفاء وهبي. ثم بكل ما في الوقاحة من معنى يصف الأردنيين بالغافلين ويطالبهم بالصحوة قبل أن يضيعوا! علما أنّ أكثر من ضيَّع الأمة هم مَن على هذه السوية من الغارقين في زمن زيت الكاز الذي تنعم فيه بالحرير (....).
(السبيل)
الواهمون الكارهون للجماعة يريدون الانقلاب انتصارا وقد تحولوا إلى مجموعة من الشامتين، وهؤلاء يظنون أنّ الأمور انتهت عند حدود قرار الجيش وأنّ التمهيد لحكم جديد سيمرّ كما في السويد أو سويسرا مثلا، ويتعامون عن كون الجماعة موجودة بوزنها طوال الوقت، إن في عهد مبارك أو قبله وبعده، وإنّ فوزهم ثم الانقلاب عليهم من الجيش لن يغيِّر من أمرهم ولن يبدّل مجرد كلمة في خطابهم، وأنّه أيّاً كانت المسافة التي سيقطعها الجيش والزمن الذي سيحتاجه لحماية الحكم الذي اختاره، فإنّها بقياس تنظيم تاريخي كالجماعة لا تعني أكثر من الاستمرار كعهدهم في كل محطاتهم.
البعض من فرطه بالفرح اعتبر الانقلاب نهاية الأخوان في مصر والأردن ودوليا أيضا، ومن هؤلاء أحمد جار الله الذي نشرت له الدستور أمس مقالا بعنوان سخيف يطالب فيه الأردنيين أن يعتبروا ممّا جرى في مصر، وقد كال التهم والكذب جزافا بما يوحي أنّه جاهل أو حاقد, وإلاّ كيف يمكن فهم كلامه أنّ إخوان الأردن يتحالفون مع أميركا ويخططون معها؟ ولا يرى أنّ الأردن كدولة من أهم حلفاء أميركا في المنطقة. ثم يحلّق أبعد بالافتراء زعما أنّ قيادات الأخوان نهبوا أموال ليبيا والعراق ومصر وتونس!
وفي واقع الأمر أنّ أكثر ما يميّز الجماعة أنّه لم يسجَّل على أحد فيها مجرد اشتباه بفساد, ولو أنّ واحدا فقط ثبت عليه قضية مال لقامت الدنيا وما قعدت عليهم ولأصبح أكثر شهرة من هيفاء وهبي. ثم بكل ما في الوقاحة من معنى يصف الأردنيين بالغافلين ويطالبهم بالصحوة قبل أن يضيعوا! علما أنّ أكثر من ضيَّع الأمة هم مَن على هذه السوية من الغارقين في زمن زيت الكاز الذي تنعم فيه بالحرير (....).
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على 
