2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

النظام في واد.. والشعب في واد اخر

خالد المجالي
جو 24 : لم يعد هناك ادنى شك بأن النظام في الاردن اصبح اليوم في واد.. والشعب الاردني في واد آخر بعد ان اكتملت الصورة بشكل لا يقبل الشك وبعد ان ادار النظام ظهرة لارادة وتطلعات الشعب الاردني واصراره على التعامل معهم كانهم مجرد ارقام يحتفظ بها في دائرة الاحوال المدنية عند الطلب والحاجة في بعض الاحيان.

منذ 3 سنوات ونحن نطالب ليل نهار بالاصلاح وفتح ملفات الفساد واعادة السلطة للشعب ولو بشكل جزئي وعلى مراحل والنتيجة كما نشاهدها اليوم السلطة المطلقة والقوانين العرفية وقرارات حكومية لا هم لها الا جباية المزيد من جيبوب الشعب تسديدا لفواتير الفساد والفاسدين الذين ما زالوا طلاقاء وسادة واكثر من ذلك هم اصحاب القرار في كثير من مفاصل الدولة حتى يومنا الحاضر.

ما حصل قبل ايام في جمهورية مصر الشقيقية للاسف كشف كم ان النظام الاردني واجهزته ما زالوا مصرين على التعامل بالعقلية الامنية والانفرادية بالقرار وعدم الالتفاف الى اكثر من 6 مليون اردني وموقفهم من الانقلاب العسكري، فكانت المباركات تنهال على الانقلابيين في مصر "من الحكومة والنظام"، كان يمكن ان نقول ان هناك ضغوط على الاردن من اجل هذا الموقف "المتخلف" الا ان زيارة جلالة الملك ووفد يمثل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية على اعلى المستويات لا يمكن النظر اليها الا انها تحدي للشعب الاردني واستخفاف بكل تطلعات الشعب ولا مغزى لتلك الزيارة المتسرعة وغير المتوقعة الا ارسال رسالة "داخلية" ان مشروع الاصلاح انتهى وان الحكم للعسكر ومحاكم التفتيش وان الجيش هو لخدمة النظام والنظام فقط وان تطلعات الشعوب ليست اكثر من احلام يقضة حان وقت التخلي عنها.

النظام الاردني واجهزته لم يتعلموا كثيرا في السنوات العشر الاخيرة رغم كل الاحداث التي تدور حولهم وما زالوا يراهنون على عامل الوقت والزمن في تخطي تطلعات اجيال شبابية قادمة رغما عن كل "السحيجة والاعلام الكاذب" وما زالوا يعيشون وهم الدولة "المزرعة او الشركة" وان الشعوب عبارة عن عمالة تعتاش على المكرمات وموائد الرحمن وان سمح للبعض منهم ان يجلس على موائد السادة بعض الوقت.

كان يقال ان النظام الاردني هو الاقرب بين الانظمة من شعبه وانه كان دائما ما يلتقط كثير من الاشارات الشعبية قبل اتخاذ اي قرار او تصرف وليس ببعيد موقف النظام من حرب الخليج الاولى عندما رفض الغزو الامريكي بحجة تحرير الكويت تماشيا مع الشعب وارادته ولكن اليوم نجد ان النظام يعيش في واد.. والشعب في واد آخر وكل يوم نكتشف اننا امام انفراد بالسلطة والقرار لم يسبق له مثيل وان الاصلاح او مجرد التطلع للاصلاح حلم لا يمكن ان يتحقق مع هذا النظام الرافض بالاعتراف بالشعب كشعب وبحقه باحترام آرائه ومواقفه والتوقف فورا عن النظر اليهم كأرقام تقدم لهيئات الاغاثة وصندوق النقد من اجل مزيد من العطايا والقروض التي ارهقت البلاد والعباد.
تابعو الأردن 24 على google news