jo24_banner
jo24_banner

اخوان الاردن قادمون للسلطة ...

خالد المجالي
جو 24 :

 تكثر هذه الايام الاخبار حول موقف الاخوان المسلمين من الانتخابات النيابية وقرار المشاركة فيها ، ولا ابالغ اذا قلت ان معظم الاوساط السياسية تترقب باهتمام بالغ القرار النهائي للجماعة حول المشاركة او المقاطعه ، واكثر من ذلك ان اصحاب القرار الان يعملون جاهدين من اجل اقناعهم بالمشاركة وتقديم التنازلات من اجل ذلك .


الاخوان في الاردن على الاغلب سيشاركون في الانتخابات النيابية القادمة ، وسيحصلون على النسبة التي تؤهلهم للمطالبة بتشكيل حكومة برلمانية ، طبعا هذا في حال اجراء الانتخابات النيابية بدون تدخل وتزوير كما جرت العادة وبدون المال الانتخابي وليس السياسي الذي من المتوقع ان يكون سيد الموقف في بعض الدوائر الانتخابية .


الاخوان سيحصلون على مقاعد غير متوقعه لاكثر من سبب ، ومنها ان الاخوان هم الجماعة والتنظيم والحزب الاكثر عددا وتنظيما ، وليس كما يحاول البعض ان يروج ان عددهم لا يتجاوز 2700 عضو وهم المسجلين في كشف الاعضاء بحزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي للاخوان ، والحقيقية ان اعدادهم تفوق اضعاف هذا الرقم وهم ليسوا من الغباء لتسجيل كل اعضاء الجماعة في جبهة العمل الاسلامي في ظل ظروف ما زالت غير واضحة المعالم .


الاخوان لهم امتداد وتوزيع على ساحة الوطن من الشمال الى الجنوب ويرتبطون بتظيمهم بشكل لا يمكن ان يتأثر ببعض الاساليب التي تتبعها الاجهزة الامنية في تفكيك وتشتيت التنظيمات الاخرى ، ويملكون قاعدة جماهرية ' مناصرة او مؤيدة ' محبطة من كل رجال الدولة على مدى العقود السابقة ، وعليه فهم رصيد اضافي لا يملكه اي تنظيم او جماعة غيرهم .


الاخوان يملكون المال التنظيمي وليس الشخصي او الحكومي والفرق هنا ان هذا المال يستخدم بطريقة علمية سليمة وليس كما يستخدم الاشخاص اموالهم او يتم دعهمه من جهات حكومية ، ولذلك تكون النتيجة مضمونة للمال التنظيمي بنتائج ايجابية اما المال الشخصي والحكومي فهو مال يصرف في مكان محدد ولاشخاص محددين ويحتاج ايضا للتزوير حتى يتمكن من الفوز في دائرة محددة .
الاخوان يملكون شبكة من العلاقات الداخلية والخارجية تمكنهم من لعب دور سياسي كما حصل في مصر وفرض رؤيا محددة ، اما بقية الاحزاب الاردنية فعلاقاتها الداخلية فقط مع الاجهزة الامنية ، والخارجية محصورة في بعض الانظمة التي عفى عليها الزمن وباتت مثل الطفل اليتم في بيت زوج والدته .


الاخوان حصلوا على دعم حكومي ومن الاجهزة الامنية على مدى عقود من الزمن بسبب سياستهم مع النظام في الوقت الذي حاربت الاجهزة اي محاولة لانشاء تنظيم اردني جديد او السماح لبعض التنظيمات المرتبطة بدول اخرى من العمل على الساحة الاردنية والنتيجة ان معظم الاحزاب القديمة لا تشكل 5% من قوى التأثير الداخلي والاحزاب الجديدة مرفوضة من كل المواطنين بسبب طبيعة نشأتها والاشخاص القائمين عليها ، والنتيجة لا قوى حقيقية على الساحة الاردنية غير جماعة الاخوان المسلمين .


قبل اكثر من عام كان من الممكن ان تكون هناك قوة حقيقية يمكن ان تنافس جماعة الاخوان في الاردن تكون قاعدتها من ' المتقاعدين العسكريين ' كونهم يملكون العدد الكبير والتوزيع الجغرافي والقدرة على العمل ، الا ان ما حصل ان الاجهزة الامنية عملت ليل نهار على تفتيت هذا التوجه ومزقته الى مجموعات بشتى الطرق والنتيجه انها ابقت الساحة فقط للاخوان المسلمين وكل ذلك بسبب ان هذه المجموعة طالبت ' بتحديد الصلاحيات وفتحت النار على الفساد وطالبت بفك الارتباط ' وهي المطالب التي اصبحت الان برنامج عمل الاخوان باستثناء فك الارتباط .


واخيرا حتى لا اطيل اقول ' الاخوان قادمون للسلطة ' وتحت اي قانون انتخاب وهذا من حقهم وللحالمين بكتلة مدعومة من الاجهزة الحكومية اقول لن تنجحوا الا بالتزوير وعندها سيكون تزوير مفضوح كما حصل في اخر انتخابات نيابية مصرية بعهد حسني مبارك وكانت السبب بثورة الشعب التي ما زالت مستمرة ' وان كان هناك لبيب في الدولة الاردنية فليفهم من الاشارة '.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير