jo24_banner
jo24_banner

أكثر من "هوية أحوال مدنية" ...!!!

حمزة المحيسن
جو 24 :

    في الأردن ليس صعبا بالنسبة إليك التعرف على هوية المواطن الأردني وبلدته ، فمن خلال اللهجة غالبا ما تستطيع معرفة ذلك فمثلا يمكن تمييز ( الكركي ) و ( الطفيلي ) و( السلطي ) و ( الربداوي ) و( العقباوي ) من خلال ما يلفظ من كلمات يتم إستخدامها في الحياة اليومية ، فانا ( كطفيلي ) إذا سألت احد ما حول أمر ما ، فسأستخدم في بداية السؤال كلمة ( لويه) أي بمعنى (لماذا ؟) ، حينها سيقول لي الشخص المعني بالسؤال ( بالله عليك ما أنت طفيلي؟ ) في حين ان ( السلطي ) إذا أستخدم كلمة ( أبيش ) ستدرك على الفور وحتى لو لم تكن تعرفه بانه ( سلطي )...!!!

جميلة ورائعة جدا تلك اللهجة التي تميز كافة الأردنيين من شماله إلى جنوبه والأجمل ذلك الإعتزاز الذي يشعر فيه هؤلاء حينما يستخدمون لهجة الآباء والأجداد الاوائل على الرغم من تقدم السنين ، ولا يقتصر إرتباطنا بالهوية من خلال اللهجة المحلية بل اننا نسعى أيضا لتكريس المثل العليا التي أكتسبناها بحكم الدين والعادات والتقاليد في سلوكنا مع بعضنا البعض ، فالأردني وعلى الرغم مما يوصف فيه ( بالكشرة ) التي تعلو محياه إلا انه معروف عنه النبل والأصالة والكرم والوفاء والإنتماء لأمته العربية والإسلامية ...!!!!

وعلى الرغم من كل المميزات والدلالات في لهجتنا المحكية والمستخدمة التي تميزنا نحن الأردنيين من كافة أصولنا ومنابتنا إلا ان هويتنا هي بالنسبة لأي زائر عربي أو أجنبي تصب في هوية واحدة هي انه ( مواطن ) أردني وهي كذلك بالنسبة إلينا جميعا ...!!!!

وما يدفع الزائر أو السائح العربي والأجنبي لزيارة الأردن هو التنوع الهائل في معالمها الطبيعية والأثرية لتكون هذه المعالم عنصرا آخر من العناصر التي تميز الهوية الأردنية على مستوى العالم الخارجي فهذا السائح عندما يزور أيا من معالمنا الطبيعية أو أثرية سواءا اكانت جبال وكثبان رملية في الصحراء او شعاب مرجانية جميلة تحت الماء او أثرية كجرش والبتراء فهي ستحفظ في ذاكرته على انها الأردن ، وفي الوقت الذي تستقطب فيه هذه المعالم التي تميز هويتنا الأردنية على مستوى العالم السياح من شتى أصقاع العالم إلا ان البعض منا ما زال يعمل على تلطيخ صورة وشكل هذه الهوية الجميلة بسلوكيات طائشة ورعناء يمكن الإستدلال فيها من خلال النفايات والتخريب للمرافق والممتلكات الموجودة في هذه المعالم وما يثير الحزن والأسى في النفس ان هذا الزائر او السائح سيجعل من هذه السلوكيات الطائشة والتي يمارسها البعض منا صفة عامة ياخذها عن كل الأردنيين وهذه الطامة الكبرى عندما تأخذ الأغلبية بسوء فعل وسلوك الأقلية ...!!!

فهؤلاء البعض وللأسف الشديد ما زال يتعامل مع الوطن بحكم الهوية الشخصية فقط والصادرة عن مديرية الأحوال المدنية لتسهيل كل ما يعنيه من معاملات وإجراءات شخصية للحصول على حقوقه في البلد بحكم هذه الهوية اما إلتزامه بما هو مطلوب منه كواجبات وأقلها الحفاظ على بيئة وطنا فهي ليس بدرجة كبيرة من الأهمية بالنسبة إليه ، فإذا كنا كأردنيين نسعى لتربية نشأنا لتكون منسجمة مع هويتنا الإسلامية والعربية ...فعلينا ان نوجه أبناءنا ان الحفاظ على هويتنا البيئية هو جزءا لا يتجزأ من هذه الهوية وان نمارس ( كشرتنا ) في وجوه العابثين ...فالأردن بكافة معالمه وأطيافه هو امانة جميلة ورثناها من الأجداد في اعناقنا فلا تشوهوه ...!!!!!

hamaqaba@gmail.com

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير