عندما يذهب السيسي إلى منصة السادات
أطلق أنور السادات على نفسه الرئيس المؤمن، وبطل العبور، وبطل الحرب والسلام، ولو عاش أكثر لما توقف عن لعب أدوار البطولة في كل فلم من أفلامه التي كان يسوقها للناس. وفي حقيقة الرجل إنه ممثل بارع، وقد نجح مرارا وهو يمثل على الانجليز والالمان والملك، وبعد ذلك وهو يلعب دور عضو مجلس قيادة الثورة أمام عبد الناصر، ثم على الاتحاد السوفياتي الى ان تمكن من طرد الخبراء الروس، وقد استمر بالتمثيل طوال الوقت، لكنه كان يمثل على نفسه أكثر ما يكون وصدق ذلك.
كان أنيقا بشكل لافت، واختير مرة كواحد من أكثر الرجال اناقة في اختيار الملابس، ولما كان يرتدي البزة العسكرية يتعمد الإبهار بإكثار النياشين والأوسمة والخطوط الذهبية وكأنه جنرال من جيش نابليون او فيشي اوهتلر او قياصرة روسيا. وكان بغليونه لافتا ايضا، ومميزا بطريقة كلامه واستخدامه العبارات الشعبية وضحكته الخاصة به.
للسادات مقابلة شهيرة مع صحفية مصرية في حديقة قصره، خلالها مرت طائرات حربية فوق المكان بصوت هادر أفزع الصحفية فخاطبها « ما تخفيش دول ولادي بيدربوا «. وفي أشهر خطاب له تحدث فيه عن عمر التلمساني بالقول « قلت له عيب يا تلمساني، ما سمعش، أهو مرمي في السجن زي..... «.
لم يدر بخلده أن الشعب المصري أكبر من الانصياع له، وان حديثه عن التلمساني لن يمر بسلام. وهو لما هم للاحتفال بحرب اكتوبر واستعد للذهاب الى المنصة لمشاهدة العرض العسكري، خاطبته زوجته جيهان « قلبي مش مطمن يا انور «، فأجابها، ما تخفيش دول ولادي « وكان ما كان ممن هم أبناء الشعب والتلمساني منه بالصدارة.
يجهل السيسي شعب مصر ولا يقرأ التاريخ جيدا، وسيجد نفسه قريبا بمصير ما اقترف، فاعتقال الرئيس مرسي وسجنه، والأمر بحبس المراقب العام وقيادة الجماعة لن يمر مرور الكرام؛ لأن لهم من ذات أبناء التلمساني الذين سيفكرون بطريقتهم الخاصة كما فعلوا مع السادات الذي لم يكن مؤمنا بالمعنى الذي أراده ولا بطلا من أي نوع.
(السبيل)