كفانا لطما" يا عرب ..!!!
بعد 67 عام قامت وكالة الأنباء الأمريكية " الأسوشيتد برس " بالإعتذار للصحافي " إدوارد كينيدي " الذي كان معتمدا لديها للجيش الأميركي ومندوبها لتغطية أخبار الحرب العالمية الثانية ، فالوكالة آنذاك قامت بطرد هذا الصحافي لأنه وحسب وجهة نظر القائمين على إدارة الوكالة الإخبارية قد قام بخرق الحظر العسكري بإعلانه وكشفه قبل الموعد عن خبر إستسلام ألمانيا عام " 1945" ، ذنبه الوحيد بانه لم يلتزم بتعليمات "ستالين" رئيس الإتحاد السوفيتي الذي أوعز للإعلامين بالتريث في نشر الخبر ريثما يقوم بتحضير مراسم خاصة تليق بإعلان الخبر فقام " إدوارد كنيدي " بنشر الخبر كصاحب أول سبق صحفي ، الإعتذار جاء عاطفيا إلى حد بعيد فمدير الوكالة الحالي صرح للإعلام وبكل شجاعة عن الحادثة قائلا : " كان ذلك اليوم يوما رهيبا بالنسبة لوكالة (أيه.بي) التي لم تحسن التعامل مع المسألة" ....!!!!
بالنسبة لي حينما طالعت الخبر لم أكن مستغربا شجاعة الغرب في الإعتراف عن الذنب إيا كان نوعه وأيا كان مستوى مرتكبه بعكس ثقافة العرب المكتسبة والمسكونة بجينات الرجولة التي تأبى أي نوع من الإعتذار ، من المواطن العادي إلى المسؤول الكبير ، لكن ما يهمني في ذلك الخبر إنه جاء في نفس الصفحة التي تتكلم عن ذكرى النكبة الفلسطينية التي ألمت بالامة العربية والإسلامية بسقوط فلسطين منذ 64 عاما وأنتكبت الأمة من خلالها بقضايا الأستيطان واللاجئين لشعب عربي مسلم أعزل وما زال يعاني الذبح والتشريد والتقتيل والإعتقال على يد مجموعة من العصابات الصهيوينة أصبح لها كيان ودولة ، 64 عاما من الأجيال الفلسطينية ما زالت تدفع ثمن وعد آرثر جيمس بلفور "وعد من لا يملك لمن لا يستحق "، 64 عاما من الظلم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المتواصل لهذا الشعب العربي الأعزل وستمضي النكبة في ذكراها بكل عام جديد بهذا الظلم المتواصل ، فلا تحلموا بأي نوع من الإعتذار ، فإدوارد كنيدي يستحقه أكثر من الشعب الفلسطيني فهكذا هي عدالة الغرب ، تصح للجميع ما عدا العرب والمسلمين ...!!!
ألمانيا والغرب أجمع ما زال يعتذر لإسرائيل عن المحرقة النازية لليهود التي أبتدعتها الحركة الصهيونية بكل براعة وحنكة حافلة بالتراجيديا الكاذبة والمفارقة العجيبة هنا ان إعتذارهم لهؤلاء ليس مجرد عبارات منمقة أو عاطفية بل هو إعتذار مصحوب بكافة أنواع الدعم الإقتصادي والسياسي والتاريخي والعسكري لضرب شعب مظلوم أعزل ....!!!!
ولكن حتى نكون على قدر كبير من الموضوعية فانه ينبغي علينا قبل ان نستجدي إعتذار الغرب جميعا وبخاصة بريطانيا على الخطيئة لا بل المصيبة التي أقترفتها بحقنا في إيجاد هذا الكيان المشأووم علينا كعرب ومسلمين أن نعتذر لأنفسنا لأننا ومنذ سقوط الأندلس لم نتعلم من التاريخ مبررات السقوط وتجاهلنا مبررات الفتح والتحرير التي كانت لسيدنا عمر وبطلنا صلاح الدين سببا للنيل من الغزاة والمغتصبين لثرى القدس وفلسطين ....!!!
بعيدا عن كل الكلمات والخطابات والشعارات والمهرجانات والشتائم واللعنات التي أعتدنا إطلاقها في ذكرى النكبة علينا ان ندرك جميعا ان تحرير فلسطين يتطلب منا جميعا أن نحرر أنفسنا من الجهل والعبودية والقطرية والفئوية والعودة إلى المقومات التي صنعت مجد الامة وصاغها سيد الأنبياء سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ، عندها وحينما نصل إلى ذلك ستعود فلسطين بل وسنجعل كل العالم أجمع يأتينا صاغرا ليقدم إعتذاره عن كل خطيئة أرتكبها في حقنا وحق فلسطين ...!!!
hamaqaba@gmail.com
