عندما يصبح العنف خيارا
جمال الشواهين
جو 24 : سيعتمد مصير جماعة الاخوان المسلمين في الدول التي تتواجد فيها على ما ستنتهي اليه الامور في مصر. فإن تمكنت مجموعة الانقلاب الحاكمة فيها من انهاء قوتهم واستمرار زج قياداتهم في السجون وحل مؤسساتهم ومنعهم من العمل السياسي بشكل نهائي فإن الحال سيعكس نفسه على الجماعة في كل مكان، اذ سيواجهون ذات الامر من سلطات الحكم باستقواء واقتداء بما تم في مصر ولن تكون أي جماعة بمنأى عن الملاحقة والتضييق والمنع.
الشارع المصري ونخبه على مختلف مواقعها منقسمون وغير موحدين على رأي واحد، ان كان من الاخوان المسلمين او عسكر الانقلاب ومن معهم، وفرصة تفوق طرف على آخر غير واردة الان، في حين ان الازمة بينهما ستستمر وقد تصل درجات عالية من العنف عندما لا تعود السلمية ذات جدوى او خيار. وفي النتيجة لن تحسم الامور لطرف الا بالقوة الامنية من السلطة او بالعنف الثوري من المعارضة بشكل عام.
إسقاط الثورة التي أسقطت مبارك يعني استمرار الاستبداد ومنع الشعب من حقه في اختيار نظامه وحكامه، وان تحقق ذلك فإن مصير كل الشعوب العربية سيكون مماثلا، اذ سيتكرس ان مئة مليون مصري لم يتمكنوا من التغيير والمحافظة على ثورتهم فكيف الحال لدول اقل عددا واكثر قدرات عسكرية امنية!
الثورة السلمية والمقاومة السلبية التي قادها غاندي هي الوحيدة التي نجحت في التاريخ، وهي لم تعد صالحة بتاتا لعصر الاستعمار عن بعد كما انها لم تكن صالحة يوما لمواجهة حكام الاستبداد والفساد، إذ إن ثورات الشعوب التي انتصرت على انظمتها في اميركا اللاتينية واسيا وافريقيا اما انها كانت مسلحة او عنيفة في المواجهات. ومعلوم ان الاذكياء وحدهم الذين يستفيدون من اكياس غيرهم في حين يستفيد الاغبياء من كيسهم.
(السبيل)
الشارع المصري ونخبه على مختلف مواقعها منقسمون وغير موحدين على رأي واحد، ان كان من الاخوان المسلمين او عسكر الانقلاب ومن معهم، وفرصة تفوق طرف على آخر غير واردة الان، في حين ان الازمة بينهما ستستمر وقد تصل درجات عالية من العنف عندما لا تعود السلمية ذات جدوى او خيار. وفي النتيجة لن تحسم الامور لطرف الا بالقوة الامنية من السلطة او بالعنف الثوري من المعارضة بشكل عام.
إسقاط الثورة التي أسقطت مبارك يعني استمرار الاستبداد ومنع الشعب من حقه في اختيار نظامه وحكامه، وان تحقق ذلك فإن مصير كل الشعوب العربية سيكون مماثلا، اذ سيتكرس ان مئة مليون مصري لم يتمكنوا من التغيير والمحافظة على ثورتهم فكيف الحال لدول اقل عددا واكثر قدرات عسكرية امنية!
الثورة السلمية والمقاومة السلبية التي قادها غاندي هي الوحيدة التي نجحت في التاريخ، وهي لم تعد صالحة بتاتا لعصر الاستعمار عن بعد كما انها لم تكن صالحة يوما لمواجهة حكام الاستبداد والفساد، إذ إن ثورات الشعوب التي انتصرت على انظمتها في اميركا اللاتينية واسيا وافريقيا اما انها كانت مسلحة او عنيفة في المواجهات. ومعلوم ان الاذكياء وحدهم الذين يستفيدون من اكياس غيرهم في حين يستفيد الاغبياء من كيسهم.
(السبيل)