د.طهبوب بين الدرهقانية وعقل بلتاجي
جمال الشواهين
جو 24 : لم تتفوق امرأة في الحارة على جارتنا أم نبيل بالخلفة سوى جارتنا أم جبر، وفي موعد لولادة جديدة لأم نبيل استنجدت خلالها بوالدتي أم فخري التي طلبت مني الذهاب الى دار الداية ام احمد الدرهقانية وإحضارها، رحمهن الله جميعاً، كان بيتها يقع على بعد حارتين من حارتنا بجانب بابور ابو عثمان، وقرب مضبة عيشة الضبعة -حضانة خاصة في ذلك الزمان للأولاد الصغار- وهذه تم ضبي بها فترة صغيرة من الوقت قبل ان ادخل المدرسة في سن السابعة.
انطلقت مسرعا ووصلت منزل الدرهقانية، طرقت الباب الخشبي العتيق بقوة وتكرارا، خرجت وعرفتني: «ابن أم فخري؟»، سألتني: «ما لك؟ أمك مش حبلى! شو بي؟»، أخبرتها: «امي ارسلتني، ام نبيل بدها تلد»، طلبت مني أن انتظر، ودخلت ثم عادت تحمل سلة فيها أدواتها للقبالة، وعكفتُ وإياها آيبين نحو حارتنا، وصلناها ودخلت معها الى بيت أم نبيل وقد وجدنا والدتي قد أنجزت المهمة والمولودة تصرخ.
نهرت الداية والدتي: «قومي غاد!»، وجلست هي على الارض، وبدأت بإكمال المهمة؛ قص السرة ولف المولودة بالقماش. نهضت بعد ذلك، وسألت عن ابو نبيل، فأُخبرت أنه في عمله بالمملحة، ثم استعلمت عن الأجرة فأعطتها والدتي منها خمسة دنانير.
حال الداية الدرهقانية ذاك الزمان وتلك الولادة هو أن والدتي من قامت عملياً بالمهمة وولَّدت أم نبيل، وأنا من ذهب يسابق الريح لإحضارها، غير أنها هي من أخذ الاجرة! وفوق ذلك من قام بالمهمة.
استذكار الحكاية مرده إلى ما كتبته الزميلة المحترمة ديما طهبوب امس الخميس في مقالها حول مطالبة مالية قدمت لوالدها الطبيب بقيمة خمسمئة دينار من امانة عمان، موقعة من عقل بلتاجي؛ بدل تزيين وتزفيت وبناء جدران وتحسينات! وكيف أنها خرجت للشارع تتفقد امام منزلهم، فوجدته كما هو على حاله منذ أمد! وأن اشجار الزينة هم من زرعوها وأقاموا الجدران، والشارع مليء بالحفر والاهتراء! فأشفقت على حال والدها الذي ذهب ودفع المطالبة بلا اعتراض، رغم أنه من قام بالأعمال كلها طوال الوقت!
(السبيل)
انطلقت مسرعا ووصلت منزل الدرهقانية، طرقت الباب الخشبي العتيق بقوة وتكرارا، خرجت وعرفتني: «ابن أم فخري؟»، سألتني: «ما لك؟ أمك مش حبلى! شو بي؟»، أخبرتها: «امي ارسلتني، ام نبيل بدها تلد»، طلبت مني أن انتظر، ودخلت ثم عادت تحمل سلة فيها أدواتها للقبالة، وعكفتُ وإياها آيبين نحو حارتنا، وصلناها ودخلت معها الى بيت أم نبيل وقد وجدنا والدتي قد أنجزت المهمة والمولودة تصرخ.
نهرت الداية والدتي: «قومي غاد!»، وجلست هي على الارض، وبدأت بإكمال المهمة؛ قص السرة ولف المولودة بالقماش. نهضت بعد ذلك، وسألت عن ابو نبيل، فأُخبرت أنه في عمله بالمملحة، ثم استعلمت عن الأجرة فأعطتها والدتي منها خمسة دنانير.
حال الداية الدرهقانية ذاك الزمان وتلك الولادة هو أن والدتي من قامت عملياً بالمهمة وولَّدت أم نبيل، وأنا من ذهب يسابق الريح لإحضارها، غير أنها هي من أخذ الاجرة! وفوق ذلك من قام بالمهمة.
استذكار الحكاية مرده إلى ما كتبته الزميلة المحترمة ديما طهبوب امس الخميس في مقالها حول مطالبة مالية قدمت لوالدها الطبيب بقيمة خمسمئة دينار من امانة عمان، موقعة من عقل بلتاجي؛ بدل تزيين وتزفيت وبناء جدران وتحسينات! وكيف أنها خرجت للشارع تتفقد امام منزلهم، فوجدته كما هو على حاله منذ أمد! وأن اشجار الزينة هم من زرعوها وأقاموا الجدران، والشارع مليء بالحفر والاهتراء! فأشفقت على حال والدها الذي ذهب ودفع المطالبة بلا اعتراض، رغم أنه من قام بالأعمال كلها طوال الوقت!
(السبيل)