التضييق على الناس.. ظروف أم سياسات؟
محمد علاونة
جو 24 : تتساءل شريحة كبيرة من الناس إن كانت هنالك سياسات خفية تتبعها الدولة بأجهزتها كافة، تهدف إلى ضيق عيش تنشغل به العامة بتوفير أدنى المتطلبات من غذاء ودواء وتعليم، أم أن حالة تخبط تعيشها الحكومة بسبب تردي الوضع الاقتصادي، فتتخذ القرارات دون دراسة التبعات أو استعراض الفائدة.
من السخرية بمكان تصديق تنبؤات هؤلاء؛ كون تلك السياسات كانت متبعة قبل قرون، وفي أيام كان فيها الإقطاعيون يحكمون باسم الدولة والسلطان، واعتبروا آنذاك أدوات فعالة في بسط القهر والاستحواذ على مقدرات الشعوب من موارد طبيعية، أو عوائد أعمال يومية من خلال ضرائب، أو استحواذات غير قانونية.
بلغة بعيدة عن الفلسفة: كيف يمكن تفسير معادلتي تسعير المحروقات والكهرباء غير الواضحتين، والارتفاع المضطرد بالأسعار وفرض ضريبة على الملابس مع قرب الشتاء بحجة عجز الموازنة! في المقابل سيحصل الأردن على مساعدات من قروض ومنح بقيمة 2.8 مليار دينار للعام الحالي، وهي الأعلى في عام واحد منذ تأسيس الامارة؟!
كذلك، كيف يمكن تفسير تخطي الدين العام حاجز الخطر، واقترابه من 18 مليار دينار، بينما هنالك تراجع في الخدمات المقدمة من نقل واتصالات وصحة وتعليم، مع العلم أن الضرائب وحدها والمقدرة بـ3.7 مليارات دينار سنوياً تكفي لتغطية جزء كبير من تلك الخدمات؟!
تشي المعلومات الواردة من رئاسة الوزراء بأن معدل النمو سيكون صفراً، إنْ لم يكن بالسالب؛ بسبب المؤشرات الرئيسة من حوالات مغتربين، أو صادرات وهبوط غير مسبوق في اسعار وكميات البوتاس والفوسفات لأسباب محلية مثل: قضايا الفساد وعالمية مع اشتعال منافسة مع دول أخرى.
ذلك يقود إلى سؤال ملح: كيف ستتعامل الحكومة في حال تقلصت المساعدات خلال العام المقبل؛ بسبب الأوضاع في العالم والإقليم؟ وكيف ستتعامل مع رواتب العاملين في الدولة والمتقاعدين التي تستنزف الجزء الكبير من الإيرادات؟
إذا كان الجواب لوم حكومة عبد الله النسور فهو خاطئ؛ إذ خلال أسابيع ستقدم الحكومة استقالتها، وسينتقل النسور إلى كوكبة الأعيان، وسيتم تكليف رئيس جديد، وتبدأ الحلقات بالتواصل، لكن هذه المرة لن تكون استمرارية سلسلة سياسات خاطئة، بل كرة تتدحرج وتكبر عاماً بعد عام، وإذا حدث الاصطدام فلن يستطيع أي كان العودة للوراء، وعليه أن يتعامل مع ظروف طارئة هي بالأصل موجودة بسبب الوضع العالمي.
أخيرا.. من يقدم النصح لأصحاب القرار بأن الفرار إلى الأمام يتمثل باستهداف القطاع الخاص، والضغط على الطبقة المتوسطة وحتى الفقيرة؛ لغاية إخضاع الناس دون الالتفات بما يحدث في الجوار، سيجد في النهاية أنه ذهب بالبلد كلها إلى المجهول!
(السبيل)
من السخرية بمكان تصديق تنبؤات هؤلاء؛ كون تلك السياسات كانت متبعة قبل قرون، وفي أيام كان فيها الإقطاعيون يحكمون باسم الدولة والسلطان، واعتبروا آنذاك أدوات فعالة في بسط القهر والاستحواذ على مقدرات الشعوب من موارد طبيعية، أو عوائد أعمال يومية من خلال ضرائب، أو استحواذات غير قانونية.
بلغة بعيدة عن الفلسفة: كيف يمكن تفسير معادلتي تسعير المحروقات والكهرباء غير الواضحتين، والارتفاع المضطرد بالأسعار وفرض ضريبة على الملابس مع قرب الشتاء بحجة عجز الموازنة! في المقابل سيحصل الأردن على مساعدات من قروض ومنح بقيمة 2.8 مليار دينار للعام الحالي، وهي الأعلى في عام واحد منذ تأسيس الامارة؟!
كذلك، كيف يمكن تفسير تخطي الدين العام حاجز الخطر، واقترابه من 18 مليار دينار، بينما هنالك تراجع في الخدمات المقدمة من نقل واتصالات وصحة وتعليم، مع العلم أن الضرائب وحدها والمقدرة بـ3.7 مليارات دينار سنوياً تكفي لتغطية جزء كبير من تلك الخدمات؟!
تشي المعلومات الواردة من رئاسة الوزراء بأن معدل النمو سيكون صفراً، إنْ لم يكن بالسالب؛ بسبب المؤشرات الرئيسة من حوالات مغتربين، أو صادرات وهبوط غير مسبوق في اسعار وكميات البوتاس والفوسفات لأسباب محلية مثل: قضايا الفساد وعالمية مع اشتعال منافسة مع دول أخرى.
ذلك يقود إلى سؤال ملح: كيف ستتعامل الحكومة في حال تقلصت المساعدات خلال العام المقبل؛ بسبب الأوضاع في العالم والإقليم؟ وكيف ستتعامل مع رواتب العاملين في الدولة والمتقاعدين التي تستنزف الجزء الكبير من الإيرادات؟
إذا كان الجواب لوم حكومة عبد الله النسور فهو خاطئ؛ إذ خلال أسابيع ستقدم الحكومة استقالتها، وسينتقل النسور إلى كوكبة الأعيان، وسيتم تكليف رئيس جديد، وتبدأ الحلقات بالتواصل، لكن هذه المرة لن تكون استمرارية سلسلة سياسات خاطئة، بل كرة تتدحرج وتكبر عاماً بعد عام، وإذا حدث الاصطدام فلن يستطيع أي كان العودة للوراء، وعليه أن يتعامل مع ظروف طارئة هي بالأصل موجودة بسبب الوضع العالمي.
أخيرا.. من يقدم النصح لأصحاب القرار بأن الفرار إلى الأمام يتمثل باستهداف القطاع الخاص، والضغط على الطبقة المتوسطة وحتى الفقيرة؛ لغاية إخضاع الناس دون الالتفات بما يحدث في الجوار، سيجد في النهاية أنه ذهب بالبلد كلها إلى المجهول!
(السبيل)