الهجوم المبرر على المعشر
محمد علاونة
جو 24 : مثلما تلقى كما من الإطراء وتم تقديمه على أنه رجل الإصلاح الأول كليبرالي وطني لا تتناقض أفعاله وأقواله، كان لوزير الخارجية السابق الدكتور مروان المعشر نقاد وصفوه بـ"راكب موجة الإصلاح"، وليس من حقه أن يقطف جهد حراك الشارع ومن دفع ثمنا باهظا في مطالبته بالإصلاح.
للأمانة، الرجل لم يتغير بحسب المعطيات في البلاد كغيره ممن ركبوا أكثر من موجة ومنذ عام 2005 عندا كان يترأس اللجنة السياسية من عدة لجان شكلت في إطار ما عرف بـ "الأجندة الوطنية"، وهي مبادرة ملكية كانت تنوي بحث سبل تطوير الدولة حتى وئدت قبل ولادتها.
وإذا كان الرجل يرغب بطرح يظهر في الواجهة بين فينة وأخرى للتذكير بأهمية الإصلاح ومواكبة للتحولات غير المسبوقة في المنطقة فهذا حقه الشرعي كأي سياسي مخضرم يحمل في جعبته ذلك الكم من الافكار بغض النظر عن توجهاتها أو قواعدها الأساسية.
لكن غياب مطبخ سياسي حقيقي في البلاد يجعل الجهود متناثرة هنا وهناك، ومثلما ظهر المعشر أخيرا محاضرا في مؤسسة عبد الحميد شومان بمناسبة إطلاق كتابه "اليقظة العربية الثانية: النضال من أجل التعددية"، تظهر نخب سياسية أخرى ليست بأقل مستوى من المعشر خلف منابر عامة كانت أمْ خاصة لطرح أفكارها المختلفة كان يتوافق معها المستمعون أم يخالفوها؛ فهي في النهاية خلاصة تجارب رجال خدموا عشرات السنوات في الدولة.
لا يمكن انكار فقدان الثقة ما بين تلك النخب والعامة التي فقدت الأمل في تحقيق الإصلاح أو حتى الحصول على أدنى المتطلبات التي تضمن العيش الكريم، فأهل البلد ينظرون إلى هؤلاء بأنهم هم من قرروا الضرائب وهم سبب تردي الأوضاع كانت سياسية أم اجتماعية.
السؤال الأكثر الحاحا في هذه المرحلة إن كانت تلك النخب التي لا تتفق أفكارها وتوجهاتها تجمع على عنوان عريض يتمثل في إصلاح حقيقي قوامه الأساس التعددية ومبدأ المواطنة وسيادة القانون، أم أنهم سيبقون يدورون كل في فلكه في رهان على عامل الوقت عله يسعفهم وإن كان ترف الوقت غير متاح حاليا.
الغريب أن الهجوم شمل رئيس الوزراء السابق رئيس مجلس إدارة البنك الاردني الكويتي عبد الكريم الكباريتي الذي قدم المعشر في المحاضرة، التي شهدت حضورا لافتا في جو يحتاج فيه الجميع إلى لملمة أوراق الإصلاح التي تبعثرت أكثر من مرة.
وإن كان من الإنصاف التأكيد على وجود نخب توازي المعشر والكباريتي سواء في خلفيتها الأكاديمية والسياسية، أيضا من الإنصاف معرفة إن كانت النخب مجرد موظفي دولة أم أنهم يحملون الرأي بجرأة ولايخشون قول الحق مثلما حصل مع المعشر و"الأجندة الوطنية".
السبيل
للأمانة، الرجل لم يتغير بحسب المعطيات في البلاد كغيره ممن ركبوا أكثر من موجة ومنذ عام 2005 عندا كان يترأس اللجنة السياسية من عدة لجان شكلت في إطار ما عرف بـ "الأجندة الوطنية"، وهي مبادرة ملكية كانت تنوي بحث سبل تطوير الدولة حتى وئدت قبل ولادتها.
وإذا كان الرجل يرغب بطرح يظهر في الواجهة بين فينة وأخرى للتذكير بأهمية الإصلاح ومواكبة للتحولات غير المسبوقة في المنطقة فهذا حقه الشرعي كأي سياسي مخضرم يحمل في جعبته ذلك الكم من الافكار بغض النظر عن توجهاتها أو قواعدها الأساسية.
لكن غياب مطبخ سياسي حقيقي في البلاد يجعل الجهود متناثرة هنا وهناك، ومثلما ظهر المعشر أخيرا محاضرا في مؤسسة عبد الحميد شومان بمناسبة إطلاق كتابه "اليقظة العربية الثانية: النضال من أجل التعددية"، تظهر نخب سياسية أخرى ليست بأقل مستوى من المعشر خلف منابر عامة كانت أمْ خاصة لطرح أفكارها المختلفة كان يتوافق معها المستمعون أم يخالفوها؛ فهي في النهاية خلاصة تجارب رجال خدموا عشرات السنوات في الدولة.
لا يمكن انكار فقدان الثقة ما بين تلك النخب والعامة التي فقدت الأمل في تحقيق الإصلاح أو حتى الحصول على أدنى المتطلبات التي تضمن العيش الكريم، فأهل البلد ينظرون إلى هؤلاء بأنهم هم من قرروا الضرائب وهم سبب تردي الأوضاع كانت سياسية أم اجتماعية.
السؤال الأكثر الحاحا في هذه المرحلة إن كانت تلك النخب التي لا تتفق أفكارها وتوجهاتها تجمع على عنوان عريض يتمثل في إصلاح حقيقي قوامه الأساس التعددية ومبدأ المواطنة وسيادة القانون، أم أنهم سيبقون يدورون كل في فلكه في رهان على عامل الوقت عله يسعفهم وإن كان ترف الوقت غير متاح حاليا.
الغريب أن الهجوم شمل رئيس الوزراء السابق رئيس مجلس إدارة البنك الاردني الكويتي عبد الكريم الكباريتي الذي قدم المعشر في المحاضرة، التي شهدت حضورا لافتا في جو يحتاج فيه الجميع إلى لملمة أوراق الإصلاح التي تبعثرت أكثر من مرة.
وإن كان من الإنصاف التأكيد على وجود نخب توازي المعشر والكباريتي سواء في خلفيتها الأكاديمية والسياسية، أيضا من الإنصاف معرفة إن كانت النخب مجرد موظفي دولة أم أنهم يحملون الرأي بجرأة ولايخشون قول الحق مثلما حصل مع المعشر و"الأجندة الوطنية".
السبيل