علي جمعة البوطي
جمال الشواهين
ويأتي العيد منذ أمد بلا فرح يوزع القهر على الدنيا ولتدار فيه القهوة السادة كما الحال في أي بيت عزاء، ويتسيد الموت يومه الأول، والزائرون بالمقابر أكثرهم أرامل وأيتام، فالذبح يستمر فيه ولا تمنعه صلاة العيد، لتروج أكثر تجارة الآس في الشام وعسف النخيل في بغداد كهدايا تحمل لموتى قضوا من ألف نوع سلاح، فتمنح نوبل هدية لواحدة منه لمنعه، وتبقي الأخرى تعمل للموسم القادم للجائزة.
ويأتي الخوف متبادلا متوزعا على كل الأطراف، والشجاعة غدت كذبة منذ الخرطوم، وأكبر منها البطولة والممانعة والرفض واللاءات الثلاثة وإزالة آثار العدوان، وما زال العزيز خالد أبو الخير يصدق بنصر تشرين أكتوبر العظيم ويكتب عنه رغم تبين أن الذين عبروا هم القوات الإسرائيلية، ولا يريد أن يشاهدهم بالقاهرة ويغض الطرف عن تحرير الجولان الذي اختزل بالقنيطرة لتكون مرتعا للسياحة السياسية واستقدام العرائس ومعبرا لتصدير التفاح.
يغيب في عصر زيت الكاز أي صلاح الدين، ويحل محله ألف ابو عبدالله الصغير، ويشحد فيه شاعر ثوبا وتنعم بالحرير قحاب. وبغداد يتسيدها البرامكة ويحل فيها الف هولاكو، والشام ما عادت أمية وليس هناك أي عباس يعيدها لسيرتها الاولى، وقد سقطت كل المآذن والأذان يرفع فيها خلسة. وها هو علي جمعة يعلن النصر بالقاهرة ويعين لها فرعون ليضرب بالمليان ومن قبل صدق البوطي أن الشام ليست معاوية.
(السبيل)