احترام الحياة وتقديرها
ابراهيم غرايبة
جو 24 : ".. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (المائدة، الآية 32).
ليست جريمة القتل المتعمد هي فقط ما ينصرف إليه معنى الآية. صحيح أن القتل أعظم الجرائم، ولكنه تجريم ينشئ فلسفة وأسلوبا في الحياة، يقوم على احترام الحياة وتقديرها. فليس القتل هو فقط ما ينتهك حق الحياة، وإن كان أكبر انتهاك، ولكن الحفاظ على الحياة وتقديرها واحترامها وما ينشأ حول ذلك من منظومة للقيم والثقافة والتشريعات وأساليب الحياة والسلوك هو جوهر الفكرة. ففي المحصلة، يموت الناس جميعا كل يوم آلاف المرات بسبب منظومات السلوك والحياة المستهترة بالحياة. فأن تموت طفلة في الرابعة من عمرها لأنها تحاول أن تلتقط حبة مشمش وقعت منها، فيداهمها "بكب" مسرع أو متهور، أو يموت طفل أو رجل غرقا في بركة لأنه لا يدرك خطورة فعله، تكون المحصلة هي كما في الجرائم المتعمدة.. فقدان حياة.. وموت الناس جميعا، وكأن "الحيوات" حياة واحدة موزعة على الناس جميعا.
يفترض أنها فلسفة منشئة لكل منظومة الحياة، في السياسة والاقتصاد والتعليم والمهن والسلوك، لأنها جميعا مدارها حول الحياة والحفاظ عليها وتحسينها. فاحترام الحياة وتقديرها.. أو فن الحياة، مدار ومبتدأ ومحصلة التقدم والارتقاء.
ذلك يفسر كيف يكون الشعير علفا للمواشي، أو مائدة راقية وجميلة من السباغيتي، أو شرابا منعشا؛ كيف يجعل الطعام والطهو الحياة جميلة أو فجة؛ كيف نشأت فنون عظيمة وراقية وأجمل التصميمات للمائدة والبيوت واللباس لولا تقدير الحياة وعشقها.. نحتاج أن نتعلم كيف نعيش، فبمقدورنا أن نموت من غير مساعدة.
هذا السلوك الذي لا يدرك المخاطر أو لا يستشعر أهمية الحياة يفسر التقدم والتخلف في كل مجالات الحياة. حين نزعنا مقررات الفلسفة من المناهج الدراسية، فنحن لا نحتاجها، وأوقفنا الفرع الأدبي في معظم المدارس، ودمرنا التعليم المهني والفنون والثقافة (وكأننا مجتمع العلماء والعباقرة والمخترعين)، فإننا نعبر في ذلك عن مدى تقديرنا للحياة أو ما نرى أنفسنا عليه، أو حساسيتنا للفجاجة والخواء في شأننا كلّه.
المجتمع الأردني يشكل الفقراء أغلبيته، وفي الوقت نفسه فإن هذه الأغلبية تعاني من السمنة؛ ماذا كان أثر التربية الرياضية في إنشاء عادات رياضية وصحية سليمة في المجتمع، مثل المشي على سبيل المثال؟ لا يكاد الناس يعرفون من الرياضة سوى الانقسام البدائي بين الفيصلي والوحدات وبين برشلونة ومدريد.. لم تعلمنا الرياضة كيف نعيش حياتنا!!
الغد
ليست جريمة القتل المتعمد هي فقط ما ينصرف إليه معنى الآية. صحيح أن القتل أعظم الجرائم، ولكنه تجريم ينشئ فلسفة وأسلوبا في الحياة، يقوم على احترام الحياة وتقديرها. فليس القتل هو فقط ما ينتهك حق الحياة، وإن كان أكبر انتهاك، ولكن الحفاظ على الحياة وتقديرها واحترامها وما ينشأ حول ذلك من منظومة للقيم والثقافة والتشريعات وأساليب الحياة والسلوك هو جوهر الفكرة. ففي المحصلة، يموت الناس جميعا كل يوم آلاف المرات بسبب منظومات السلوك والحياة المستهترة بالحياة. فأن تموت طفلة في الرابعة من عمرها لأنها تحاول أن تلتقط حبة مشمش وقعت منها، فيداهمها "بكب" مسرع أو متهور، أو يموت طفل أو رجل غرقا في بركة لأنه لا يدرك خطورة فعله، تكون المحصلة هي كما في الجرائم المتعمدة.. فقدان حياة.. وموت الناس جميعا، وكأن "الحيوات" حياة واحدة موزعة على الناس جميعا.
يفترض أنها فلسفة منشئة لكل منظومة الحياة، في السياسة والاقتصاد والتعليم والمهن والسلوك، لأنها جميعا مدارها حول الحياة والحفاظ عليها وتحسينها. فاحترام الحياة وتقديرها.. أو فن الحياة، مدار ومبتدأ ومحصلة التقدم والارتقاء.
ذلك يفسر كيف يكون الشعير علفا للمواشي، أو مائدة راقية وجميلة من السباغيتي، أو شرابا منعشا؛ كيف يجعل الطعام والطهو الحياة جميلة أو فجة؛ كيف نشأت فنون عظيمة وراقية وأجمل التصميمات للمائدة والبيوت واللباس لولا تقدير الحياة وعشقها.. نحتاج أن نتعلم كيف نعيش، فبمقدورنا أن نموت من غير مساعدة.
هذا السلوك الذي لا يدرك المخاطر أو لا يستشعر أهمية الحياة يفسر التقدم والتخلف في كل مجالات الحياة. حين نزعنا مقررات الفلسفة من المناهج الدراسية، فنحن لا نحتاجها، وأوقفنا الفرع الأدبي في معظم المدارس، ودمرنا التعليم المهني والفنون والثقافة (وكأننا مجتمع العلماء والعباقرة والمخترعين)، فإننا نعبر في ذلك عن مدى تقديرنا للحياة أو ما نرى أنفسنا عليه، أو حساسيتنا للفجاجة والخواء في شأننا كلّه.
المجتمع الأردني يشكل الفقراء أغلبيته، وفي الوقت نفسه فإن هذه الأغلبية تعاني من السمنة؛ ماذا كان أثر التربية الرياضية في إنشاء عادات رياضية وصحية سليمة في المجتمع، مثل المشي على سبيل المثال؟ لا يكاد الناس يعرفون من الرياضة سوى الانقسام البدائي بين الفيصلي والوحدات وبين برشلونة ومدريد.. لم تعلمنا الرياضة كيف نعيش حياتنا!!
الغد