العنكبوت والكرزة
جمال الشواهين
جو 24 : تأخذنا الدنيا من عقالنا، فيصدق حاكم نفسه إنما خُلق ليحكم. وقد كان اكثر المشاهد حقيقيا ذاك الذي اظهر القذافي مجرد شخص يموت كما قتل الناس مرارا، وكان قبلا مصدقا لذاته انه الخارق والملهم وكل ما عداه لا شيء. ومثله في التاريخ كثر، غير ان الخرق اكثر ما يلف حكاما يظنون بالدنيا، ويتناسون ان الذين اخذتهم من عقالهم لن يتوهوا ابد الدهر، وان النهايات أقسى من كل خباثاتهم وسفالاتهم، وانه ليس اقساها مشهد القذافي متوسلاً، ولا شجرة الدر التي نالتها القباقيب كاستحقاق.
لقد ملأ رؤساء أمريكا الدنيا ضجيجاً وحضوراً من مواقع القوة والعظمة الحقيقية لدولتهم، وليس منهم واحد ظن أنه خُلق ليحكم ويستمر رئيساً، ومَن منهم على قيد الحياة يعيش كمواطن، وها هي هيلاري كلنتون تُحرر لها مخالفة سير في لندن كمواطنة عادية، رغم انها لأشهر خلت كانت تملأ الدنيا بحضورها الامريكي.
بالمقابل تحكم دول بلا حول ولا قوة سوى مجاميع العسكر ممن ينصبون انفسهم أباطرة عليها، فيمارسون السلطة منها على شعوبهم بالحديد والنار والقتل والاعتقال، وهم وهي أوهن من خيط بالٍ! أشد منه قوة نسج عنكبوت! يعيشون بلا مقومات وعلى المساعدات، ويتبخترون على الناس، ويتسيدونهم بلا خجل، ويعلنون بلا هوادة لهم أنهم باقون.
زوجة القذافي تطالب بجثته، وقبلها طلبت زوجة عرفات نبش قبر زوجها لتتأكد كيف مات، وزوجة السادات لا تنفك عن تأكيد عظمة مقتولها، وجيهان تريد أن تظل سيدة اولى، في حين طلبت زوجة زين العابدين الطلاق؛ للخلاص منه والتفرغ لنفسها! والحال نفسه يلف كل دول الفقر والتخلف والتردي المزمن، تُرى لِمَ زوجات رؤساء الدول القوية لسن سيدات أُوَل، او بضجيج صاخب، ولا يكلفن كثيرا، ولا يُلْتَفت إلى زِيِّهن وزينتهن او حلاق شعرهن؟!
الموت في العراق بالجملة، وحكامه يصرون على شرعيتهم، والدمار يلف سوريا، والجوع يحاصر الناس فيها، والقضية تحولت الى بقاء الرئيس بالحكم، ومشكلة السودان رحيل البشير، وفي مصر البحث جار عن الشرعية وتعريف الانقلاب، واليمن لا يغادره شبح علي صالح، والجزائر مستمرة بالتنقيب عن الارهابيين، والمغرب اختصر الشر برئيس وزراء اسلامي، وتونس لا تستقر على ثورتها، ولا اخبار عن البحرين، والخليج ينعم بالنفط، ونحن هنا نبحث في سعر البندورة! وتصنيف طبق البيض!
يكفي الى هنا، والأمر يحاكي الكرزة في الكنيسة التي أخبرنا عنها يوسف غيشان يوم امس.
(السبيل)
لقد ملأ رؤساء أمريكا الدنيا ضجيجاً وحضوراً من مواقع القوة والعظمة الحقيقية لدولتهم، وليس منهم واحد ظن أنه خُلق ليحكم ويستمر رئيساً، ومَن منهم على قيد الحياة يعيش كمواطن، وها هي هيلاري كلنتون تُحرر لها مخالفة سير في لندن كمواطنة عادية، رغم انها لأشهر خلت كانت تملأ الدنيا بحضورها الامريكي.
بالمقابل تحكم دول بلا حول ولا قوة سوى مجاميع العسكر ممن ينصبون انفسهم أباطرة عليها، فيمارسون السلطة منها على شعوبهم بالحديد والنار والقتل والاعتقال، وهم وهي أوهن من خيط بالٍ! أشد منه قوة نسج عنكبوت! يعيشون بلا مقومات وعلى المساعدات، ويتبخترون على الناس، ويتسيدونهم بلا خجل، ويعلنون بلا هوادة لهم أنهم باقون.
زوجة القذافي تطالب بجثته، وقبلها طلبت زوجة عرفات نبش قبر زوجها لتتأكد كيف مات، وزوجة السادات لا تنفك عن تأكيد عظمة مقتولها، وجيهان تريد أن تظل سيدة اولى، في حين طلبت زوجة زين العابدين الطلاق؛ للخلاص منه والتفرغ لنفسها! والحال نفسه يلف كل دول الفقر والتخلف والتردي المزمن، تُرى لِمَ زوجات رؤساء الدول القوية لسن سيدات أُوَل، او بضجيج صاخب، ولا يكلفن كثيرا، ولا يُلْتَفت إلى زِيِّهن وزينتهن او حلاق شعرهن؟!
الموت في العراق بالجملة، وحكامه يصرون على شرعيتهم، والدمار يلف سوريا، والجوع يحاصر الناس فيها، والقضية تحولت الى بقاء الرئيس بالحكم، ومشكلة السودان رحيل البشير، وفي مصر البحث جار عن الشرعية وتعريف الانقلاب، واليمن لا يغادره شبح علي صالح، والجزائر مستمرة بالتنقيب عن الارهابيين، والمغرب اختصر الشر برئيس وزراء اسلامي، وتونس لا تستقر على ثورتها، ولا اخبار عن البحرين، والخليج ينعم بالنفط، ونحن هنا نبحث في سعر البندورة! وتصنيف طبق البيض!
يكفي الى هنا، والأمر يحاكي الكرزة في الكنيسة التي أخبرنا عنها يوسف غيشان يوم امس.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على 
