دفاع عن مراسلات الطراونة والدغمي
ابراهيم غرايبة
جو 24 : دفعني الأصدقاء جمانة غنيمات وفهد الخيطان ومحمد أبو رمان، على كره مني، إلى موقع الدفاع عن السيدين فايز الطراونة وعبدالكريم الدغمي في رسالتيهما اللتين أخذتا شهرة تاريخية. بالطبع، هناك تحريض من الدغمي على موسى المعايطة وجميل النمري وخالد الكلالدة، وربما خشية حقيقية من دور سياسي قادم لليسار المعتدل (إن صحّ هذا الوصف). وهناك استياء من الطراونة من التيار نفسه. وهما موقفان (الطراونة والدغمي) متوقعان بالطبع؛ فهذا التيار المعتدل يكاد يمكن وصفه بأنه معارضة من داخل المنظومة السياسية نفسها التي جاءت بالطراونة رئيسا للوزراء. وإذا أضيف إلى هذه المجموعة شخصيات أخرى كثيرة يمكن وصفها بالمعارضة الجديدة التي لم تتعود عليها الحكومات، مثل مروان المعشر وطاهر العدوان، وربما أيضا عون الخصاونة، ومن المؤكد أن معروف البخيت وإن لم يقل كلمة فإنه لا يبدو راضيا عن أداء الحكومة، ويحق له القول إن حكومتي الخصاونة والطراونة لم تصلا بعد إلى النقطة التي وصلت إليها حكومته؛ فإن هذه ملاحظة محيّرة، وأتوقع أنه يمكن التوصل، لو لدينا كاميرا مثل كاميرا محمد الرفايعة، إلى قائمة طويلة من المعارضين للحكومة من داخل التيارات والمجموعات المحسوبة على مؤيديها.
الرسالتان منضبطتان ومعدّتان للنشر، صدقوني! برغم أني لا أملك دليلا على هذه "الحقيقة"؛ أو على الأقل كان السيدان الدغمي والطراونة (أو على الأقل الطراونة) يحسبان حساب تسرب الرسالتين إلى وسائل الإعلام كما حدث في رسالة الدكتور عبدالله النسور -وهي رسالة طريفة على عادة النسور ولا غبار عليها، ولا أدري لماذا أدرجها الصديق محمد أبورمان في غضبه العارم على الحكومة- وتحملان أبعادا سياسية وأفكارا للتعامل مع المعارضة، وليس فيهما ما يمكن اعتباره إساءة شخصية ولا إهانة لأحد.
الدكتور فايز الطراونة يتكئ في استراتيجيته تجاه المعارضة على أنها تسيء إلى الملك والملكية "سدّة الحكم"، وهذه العبارة هي ما يجعلني أعتقد أن الرسالة معدة للتسريب. وأظن أن هذا أسوأ ما في استراتيجية الحكومة؛ تقسيم الناس بين موال للملك والملكية ومعارض لهما، والعمل على حرمان المعارضة من مظلة الدولة والملك، فليس ثمة مجال إلا أن تكون "معنا أو ضدنا". وهكذا، فإن الذين يطالبون بكرامة المواطن والعدالة الضريبية أو مراجعة الخصخصة أو بناء اقتصاد اجتماعي إنتاجي يرتقي بالاقتصاد الوطني ويزيد من إنتاجية المواطنين ومشاركتهم الاقتصادية، هم في ماكينة الحكومة الإعلامية والسياسية ومظاهرات الولاء والانتماء أعداء للملك والدولة، هذا برغم أنها مطالب مستمدة حرفيا من الخطابات والرسائل الملكية.
هل دافعت عن حكومة الطراونة؟.. والله يا دكتور فايز هذا أقصى ما استطعت الدفاع به في يوم الجمعة المبارك. ولكني أتمنى لدولتك وحكومتك التوفيق وأن تنجز حكومتكم بالفعل قانون الضريبة والكسب غير المشروع.
الغد
الرسالتان منضبطتان ومعدّتان للنشر، صدقوني! برغم أني لا أملك دليلا على هذه "الحقيقة"؛ أو على الأقل كان السيدان الدغمي والطراونة (أو على الأقل الطراونة) يحسبان حساب تسرب الرسالتين إلى وسائل الإعلام كما حدث في رسالة الدكتور عبدالله النسور -وهي رسالة طريفة على عادة النسور ولا غبار عليها، ولا أدري لماذا أدرجها الصديق محمد أبورمان في غضبه العارم على الحكومة- وتحملان أبعادا سياسية وأفكارا للتعامل مع المعارضة، وليس فيهما ما يمكن اعتباره إساءة شخصية ولا إهانة لأحد.
الدكتور فايز الطراونة يتكئ في استراتيجيته تجاه المعارضة على أنها تسيء إلى الملك والملكية "سدّة الحكم"، وهذه العبارة هي ما يجعلني أعتقد أن الرسالة معدة للتسريب. وأظن أن هذا أسوأ ما في استراتيجية الحكومة؛ تقسيم الناس بين موال للملك والملكية ومعارض لهما، والعمل على حرمان المعارضة من مظلة الدولة والملك، فليس ثمة مجال إلا أن تكون "معنا أو ضدنا". وهكذا، فإن الذين يطالبون بكرامة المواطن والعدالة الضريبية أو مراجعة الخصخصة أو بناء اقتصاد اجتماعي إنتاجي يرتقي بالاقتصاد الوطني ويزيد من إنتاجية المواطنين ومشاركتهم الاقتصادية، هم في ماكينة الحكومة الإعلامية والسياسية ومظاهرات الولاء والانتماء أعداء للملك والدولة، هذا برغم أنها مطالب مستمدة حرفيا من الخطابات والرسائل الملكية.
هل دافعت عن حكومة الطراونة؟.. والله يا دكتور فايز هذا أقصى ما استطعت الدفاع به في يوم الجمعة المبارك. ولكني أتمنى لدولتك وحكومتك التوفيق وأن تنجز حكومتكم بالفعل قانون الضريبة والكسب غير المشروع.
الغد