وطن خال من الفساد ...!!!!

كم شعرت بالسعادة والغبطة حينما شاهدت جلالة الملك عبدا لله الثاني – حفظه الله ورعاه - يكرم في ذكرى الأحتفال بيوم الاستقلال ثلة أو كوكبة من الأردنيين الذين كانت لهم بصمات واضحة في العطاء والخير لبلدهم ووطنهم ، بكافة المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، فمن خلال القصص التي عرفتها عن بعض هؤلاء بإن أياديهم كانت طويلة جدا في العطاء للوطن ، فمنهم من كتب عن التراث الأردني من اجل الحفاظ عليه ، ومنهم من حرث الأراضي وزرعها لتكون مصدر دخل منتج للمئات من الأسر ومنهم من وهب ومن جيبه الخاص مساكن للعشرات من الأسر الكادحة ، والقصص للتعريف عن كل هؤلاء ومكارمهم نحو الوطن يطول شرحها ، ولكن وبما أن لكل مقام مقال فالأولى أن نشكر المكرم على تكريمه للمكرمين ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فحاشى لله أن نكون من الجاحدين ، فلك الشكر يا جلالة الملك على هذه اللفتة الملكية السامية ..!!!!!

وفي الوقت الذي شعرت فيه بالغبطة والسرور نحو هؤلاء المكرمين على هذا التكريم ، تساءلت ماذا لو كان ذكرى الاحتفال بالاستقلال القادم يشهد فعاليات أخرى من أولئك العاكفين والمعنيين في ملاحقة المجرمين والسارقين للمال العام ؟

فقصص هؤلاء المجرمين لم تعد صامتة وسرية ، فأياديهم كانت طويلة جدا جدا لنهب مقدرات الوطن ، فإذا كان مما سبق من المكرمين من حرث الأرض وزرعها لتكون مصدرا لدخل المئات من الأسر العفيفة ، فستجد أن أحد هؤلاء السارقين قد حرث الأردن بأكملها ليسرق ويسجل أجمل وأثمن ما في الأردن من أراض وكأنها مزرعة عائلية ، وهنالك أيضا من القصص المشوهة للأسماء الكريمة في بلدنا الكريم والتي ينبغي الكشف عن ملوثيها " سكن كريم لشعب كريم " ، وحدث ولا حرج عن قضايا أخرى ما زالت عالقة ولم يعرف عن مرتكبيها من القابضين ، فلم أسمع إلى الآن من هو بطل قصة عطاء بيع " أمنية " ، وماذا عن من زور الانتخابات النيابية الأخيرة ولطخ سيرة مجالسنا النيابية بلطخة وضربة سوداء لن ينساها التاريخ ؟، وقصص أخرى طويلة ومؤلمة جدا يطول شرحها ويصعب طيها أيضا من عقول الأردنيين لكن ما زالت في أدراج مكافحة هيئة مكافحة الفساد والمفسدين وتستوجب النظر فيها ومحاسبة صانعيها ومرتكبيها بالسرعة الممكنة لتهدئ من روع الحيارى والمغبونين من هذا الشعب الصامت الذي بات يشعر انه يدفع ضريبة فسادهم وطغيانهم من جيبه وعلى حساب لقمة عيشه ..!!!

وفي الوقت الذي يكرم فيه المكرمين من أبناء الوطن من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني -حفظه الله ورعاه -وفي ذكرى هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا وأمام الملأ أجمع وعبر شاشة التلفاز الوطنية والرسمية فأنني أتمنى ممن وكلوا وحملوا المسؤولية من قبل جلالته لملاحقة الفاسدين والمفسدين أن يشفوا غليل الأردنيين في محاكمة ومحاسبة السارقين عبر نفس شاشة التلفاز ، ليكون في ذلك درسا معبرا ومؤثرا في نفوس أجيالنا قبل كبارنا فحواه أن كل ما هو مرتبط بالوطن من مال أو ملك عام هو مقدس ومصان ومسه يعني التعدي على قصص ومآثر الأبطال والشهداء ممن مروا في هذا الوطن وقدموا الغالي والنفيس من دمائهم وعرق جباههم ليصنعوا وطنا نتغنى بكل سنة تمر علينا في استقلاله ونهوضه وعمرانه ....!!!!

إن مكافحة الفساد والمفسدين والتخلص من شرورهم وأطماعهم في هذه اللحظة الحرجة التي يمر بها الوطن هي أولوية قصوى لتعود الثقة والطمأنينة في نفوس الأردنيين جميعا بمؤسسات الدولة بعد أن نزعها السارقين والفاسدين بقبح صنيعهم ، أسأل الله العظيم أن لا تأتينا الذكرى ال " 67 " لإستقلال الوطن إلا وقد خلصنا من هؤلاء الفاسدين ، عندها بلا أدنى شك سنحتفل بالمخلصين من أبناء هذا الوطن وسنحتفل أيضا بوطن خال من الفساد والمفسدين ...!!!