على وجه العموم
جمال الشواهين
جو 24 : عام جديد على الابواب المفتوحة على كل الاحتمالات، والمغلقة في وجوه الناس فلا يعبروها ليراوحوا مكانهم وعلى حالهم بلا جديد سوى عبورهم عاماً ميلادياً يضاف الى سجل اعمارهم سيرا نحو مزيد من الشقاء وقلة الحيلة؛ بسبب تخييل الحكومات المستمر على اكتافهم.
ويبشرنا بالمقام والمناسبة وزير الطاقة بشراء الكهرباء من مستثمرين، ووزير المالية بتخفيض النفقات من اعادة هيكلة الشعب، وابو العمل بتشغيل الاردنيين مصدقاً وجود مئة الف فرصة عمل، ولا يحرك وزير الزراعة ساكناً من أجل البطاطا سوى خلطها بالاسرائيلية، مصراً على حماية منتجي البيض رغم ان حصة الفرد منه اصبحت ثلث واحدة من اثنتين توزع على ستة قبل انطلاقهم للمدرسة، في حين خفت صوت وزير الداخلية وندرت اخباره، وبدلا منها لوزيرة الثقافة التي لا تعترف رابطة الكتاب بقرارتها، وتعلن أنها الممثل الشرعي والوحيد لكتاب وادباء الاردن، ووزير التربية يطلب إسناد الاوقاف والاعلام في مكافحة الغش، ولا يطلب وزير التجارة مكافحة الغلاء.
رئيس الوزراء مطمئن جداً، فلا طرح للثقة في مجلس النواب، ولا شعارات لإسقاطه، ولم يعد الشعب يريد إسقاط أمر بعد تساقط ازهار ربيعه؛ خوفاً مما يجري من حولنا، وهو ينتظر الان عضوية مجلس الامن وسيعتبر ذلك انجازا تاريخيا لحكومته. اما النواب فإنهم اكثر اطمئنانا، ويريدون تخصيص القناة التلفزيونية الثانية لتغطية نشاطاتهم، وأعلن أحدهم أنهم يحملون في جيوبهم اكثر من خمسة وعشرين الف طلب للتوظيف، وأنهم يمضون جل وقتهم في مراجعة الوزارات.
عموم الحكومة والنواب بالحال الوصفي علميا متخلف عن الدنيا، والامر مستمر بلا معالجات حقيقية. وهنا على وجه العموم، يصبح الماء شحيحا، والنظافة قليلة، والخجل غائباً، وشرش الحياء ما عاد مهماً، مضافاً إلى ذلك قلة الحيلة وغياب الوسيلة. وقد بات من لزوم ما يلزم اعادة فك وتركيب منظومة السلطات فعليا وعمليا، وليس استمرار الامنيات النظرية فقط من اجل تطويرها، ومن ثم نقلها الى تمثيلية حقيقية لعموم الشعب بدل عموم فئات السلطة العشائرية القبلية والجهوية والنفعية.
(السبيل)
ويبشرنا بالمقام والمناسبة وزير الطاقة بشراء الكهرباء من مستثمرين، ووزير المالية بتخفيض النفقات من اعادة هيكلة الشعب، وابو العمل بتشغيل الاردنيين مصدقاً وجود مئة الف فرصة عمل، ولا يحرك وزير الزراعة ساكناً من أجل البطاطا سوى خلطها بالاسرائيلية، مصراً على حماية منتجي البيض رغم ان حصة الفرد منه اصبحت ثلث واحدة من اثنتين توزع على ستة قبل انطلاقهم للمدرسة، في حين خفت صوت وزير الداخلية وندرت اخباره، وبدلا منها لوزيرة الثقافة التي لا تعترف رابطة الكتاب بقرارتها، وتعلن أنها الممثل الشرعي والوحيد لكتاب وادباء الاردن، ووزير التربية يطلب إسناد الاوقاف والاعلام في مكافحة الغش، ولا يطلب وزير التجارة مكافحة الغلاء.
رئيس الوزراء مطمئن جداً، فلا طرح للثقة في مجلس النواب، ولا شعارات لإسقاطه، ولم يعد الشعب يريد إسقاط أمر بعد تساقط ازهار ربيعه؛ خوفاً مما يجري من حولنا، وهو ينتظر الان عضوية مجلس الامن وسيعتبر ذلك انجازا تاريخيا لحكومته. اما النواب فإنهم اكثر اطمئنانا، ويريدون تخصيص القناة التلفزيونية الثانية لتغطية نشاطاتهم، وأعلن أحدهم أنهم يحملون في جيوبهم اكثر من خمسة وعشرين الف طلب للتوظيف، وأنهم يمضون جل وقتهم في مراجعة الوزارات.
عموم الحكومة والنواب بالحال الوصفي علميا متخلف عن الدنيا، والامر مستمر بلا معالجات حقيقية. وهنا على وجه العموم، يصبح الماء شحيحا، والنظافة قليلة، والخجل غائباً، وشرش الحياء ما عاد مهماً، مضافاً إلى ذلك قلة الحيلة وغياب الوسيلة. وقد بات من لزوم ما يلزم اعادة فك وتركيب منظومة السلطات فعليا وعمليا، وليس استمرار الامنيات النظرية فقط من اجل تطويرها، ومن ثم نقلها الى تمثيلية حقيقية لعموم الشعب بدل عموم فئات السلطة العشائرية القبلية والجهوية والنفعية.
(السبيل)