يا وجع العقل من الدنيا
جمال الشواهين
جو 24 : من مرض يحمل ألم وعذابات الدنيا واوجاع الكون الى موت يخلف شقاءً دونه ذكريات اشد وطأة من الغياب نفسه، وسيرا من الاختفاء قسرا الى مجهول ليس فيه مصير يمتلأ الحاضر بضجر الصمت وقسوة السكون وصخب الصراخ عويلا يبقي الجراح طرية الى ابعد مدى.
ومن قهر الدنيا ونكد الايام لا ينتهي يطل من رحم السنين خوف مرجف يرسم هلعا مشوها ملامح شكل ويترك اخرى متنقلا بين ضحايا تراوح بين الرعب والحزن بكاءً لذرف دموع جفن جف مرارا، وبدلا منها دم قنا تجمد وغابت عنه حياة. ومن كل دروب الآلام ووعرها ينهك الخطى يستمر الليل بقمر اسود وريح تزمجر زمهريرا، لتتوالى حكاية قصة موت معلن لا ينتهي من سرطان الظلم، وبؤس نفوس شلها الاستسلام تخلف خلايا متورمة تصدر نفسها من الجسد الى الجسد نفسه.
ان تنساق الروح مسترخية لمصير تراه قدرا، ويشيخ اللب خرفا من كذب متبع بادعاءات، والفؤاد متحسرا متلويا من هدير جيش عواطف على الفقد تلو الذهاب بلا رجعة، ان كل هذا، فما الجسد من بعد ومن قبل، وما الدنيا نفسها ان هي وهم عيش او انها خدعة حياة! ثم لم كل هذا الغدر والطعن مرضا، واي ترياق ذاك الذي لا يحضر كلما استدعي ليقتل كلما جرى البحث عن شفاء!
او أن تقلب نواميس الكون فيصبح الالم لذيذا والعذاب تمتعا والشقاء شهيا، او ان يصبح الخوف شهامة ورعب النفس بطولة، والجوع يصير تعبدا بلا فرق ان هو صيام او انه ذل وقسري او كلما فقدت شهية، ان يصير ذلك فالدنيا هي ليس اي من كل ما عهده ذهن في اي زمن، والناس ان هم بعد بشرا.
ترى كم مهما الفرق ان في موت او قيد حياة ان هو معدوما، وكم هو حجم الدنيا على وجه الدقة، وهل القصاص امر يعمم والالباب ليست سواء! اما الحقيقة الاكثر سطوعا في كل ما يجري فهي فناء كل من عليها دون الجلال والاكرام.
(السبيل)
ومن قهر الدنيا ونكد الايام لا ينتهي يطل من رحم السنين خوف مرجف يرسم هلعا مشوها ملامح شكل ويترك اخرى متنقلا بين ضحايا تراوح بين الرعب والحزن بكاءً لذرف دموع جفن جف مرارا، وبدلا منها دم قنا تجمد وغابت عنه حياة. ومن كل دروب الآلام ووعرها ينهك الخطى يستمر الليل بقمر اسود وريح تزمجر زمهريرا، لتتوالى حكاية قصة موت معلن لا ينتهي من سرطان الظلم، وبؤس نفوس شلها الاستسلام تخلف خلايا متورمة تصدر نفسها من الجسد الى الجسد نفسه.
ان تنساق الروح مسترخية لمصير تراه قدرا، ويشيخ اللب خرفا من كذب متبع بادعاءات، والفؤاد متحسرا متلويا من هدير جيش عواطف على الفقد تلو الذهاب بلا رجعة، ان كل هذا، فما الجسد من بعد ومن قبل، وما الدنيا نفسها ان هي وهم عيش او انها خدعة حياة! ثم لم كل هذا الغدر والطعن مرضا، واي ترياق ذاك الذي لا يحضر كلما استدعي ليقتل كلما جرى البحث عن شفاء!
او أن تقلب نواميس الكون فيصبح الالم لذيذا والعذاب تمتعا والشقاء شهيا، او ان يصبح الخوف شهامة ورعب النفس بطولة، والجوع يصير تعبدا بلا فرق ان هو صيام او انه ذل وقسري او كلما فقدت شهية، ان يصير ذلك فالدنيا هي ليس اي من كل ما عهده ذهن في اي زمن، والناس ان هم بعد بشرا.
ترى كم مهما الفرق ان في موت او قيد حياة ان هو معدوما، وكم هو حجم الدنيا على وجه الدقة، وهل القصاص امر يعمم والالباب ليست سواء! اما الحقيقة الاكثر سطوعا في كل ما يجري فهي فناء كل من عليها دون الجلال والاكرام.
(السبيل)