jo24_banner
jo24_banner

نحو استراتيجية وقائية للأزمات.. !

فايز الفايز
جو 24 : لا يمكن لحيّ يسمع ويرى أن ينكر كل هذا الكمّ من الشكوى هنا وهناك على الساحة الشعبية ومن خلال المسيرات التي بدأ بعض الأشخاص فيها يحاولون المزاودة على شخصية المعارضة التقليدية الملتزمة بأدب الاعتراض
هنا وفي الوضع الاعتيادي نفهم أن أي دولة مهما كانت على أعلى درجات الرقي السياسي والثراء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية هي معرضة لأي اضطراب اجتماعي وعلى ذلك فإن أهم ركن من استراتيجيات الدولة هو العمل على تلافي وقوع المحذور ، وتتعامل حينها بالحس الاستباقي والمعالجة الوقائية لدراسة المشاكل الصغيرة قبل المصاعب الضخمة ، وتبحث عن حلول سريعة ، وخطط بديلة في حال فشلت الخطة الأصلية ، ولكن ما نراه أن المشاكل الصغيرة بدأت تتدحرج حتى أصبحت تحديات صعبة جداً.
إن مبدأ الثواب والعقاب لم يكن في يوم من الأيام قصيدة شعر يهجو بها جرير الفرزدق ، ولا يتغزل بها جميل ببثينة ، ولا استعراض لعنترة أمام عبلة ، بل هو مبدأ سيادي لحق الحياة يفرُض على البشر لكبح جماح شهواتهم التي تتعدى الحرية الشخصية لمدّ أيديهم لحقوق الآخرين ، ولمنح الكريم بأخلاقه والمخلص في عمله والصادق في انتمائه حقه في أن يكون عنصرا فاعلا في الحياة من خلال تكريمه ودعمه.
الذاكرة الأردنية ملآى بالشخصيات الوطنية الفذة والمخلصة التي وهبت حياتها في عطاء مستدام لصالح الدولة الأردنية ، والتي اكتفت بما قسمه الله لها ، ومع هذا لا يجد الجيل الجديد من الشعب سيرة إلا سيرة بعض الأشخاص الفاسدين لا يزالون للأسف على قيد الحياة ، ويجدون من يدافعون عنهم والتي أوصلتنا الى مأزق ، حتى ظهرت عورة الأوضاع الاقتصادية والسياسية.
اليوم علينا أن ننبه الى أننا مقبلون على وضع استثنائي ، وإذا لم نجلس جميعاً واعترفنا بذنوبنا وتقصيرنا ومكامن الخطأ ، فلن تفلح أي خطط في المستقبل في تدارك الأمر، وعلى العقلاء أن يتصرفوا بحكمة النبلاء ، ورجولة الأبطال ، فكلنا نعلم أن هناك من تم ملاحقتهم والتصريحات الرسمية تقول أن هناك مرتجعات من شخصيات استولوا عليها بغير حق ، فلماذا لا يعلن عن حجم تلك المرتجعات ؟!
المثل الشعبي يقول « مية عين تبكي ، ولا عين أمي تبكي» فهل هؤلاء أهم وأكبر من الدولة والنظام ؟ فلماذا لا يتم محاسبتهم ما دام الناس كلها تتحدث عنهم حتى مع التسليم بعدم إثبات إدعاءات الناس ، فالقضاء هو الفيصل كما يقال ، ومن هناك تأخذ الدولة صكوك غفرانها ، فلماذا تشغل بعض الشخصيات بمعارك جانبية لا فائدة منها ، دون تقديم حلّ شاف وواف لإنقاذ مستقبل الوطن ، ولماذا يتم إخفاء التفاصيل ، ولماذا يدفنون رؤوسهم في الرمال ، ولماذا يحترف فريق صناعة الأزمات ، تأزيم الوضع بقرارات لا تخدم الحكومة ولا المسيرة السلمية للشعب .
جلالة الملك يصرّ في كل مناسبة على وجوب الإصلاح السياسي ومحاسبة الفاسدين دون الاختباء خلف عذر «الحماية» ، ومع هذا تخرج علينا قرارات بين الفينة والأخرى وكأنها حالة من «العطاس» في وجوه الناس ، مقابل تثاؤب وتثاقل وتمارض في جلب الفاسدين أو حتى البدء في مراحل جلبهم عن طريق المحكمة المدنية ، قبل الطلب من الناس أن تصبر على ضغط الأحزمة الأردنية على فريق ما يلعب في مكان ما ، أن يستبق وصول أي أذى ببناء جدار حماية ، ففي النهاية السلامة للجميع والخطر على الجميع ، أليست السلامة والأمن منشودنا لبلد أساس إعتماده الإستقرار والأمن يضمن عيش كريم للمواطن البسيط .
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير