عودة أبو العبد وغياب سلمى
جمال الشواهين
جو 24 : رئيس الوزراء يكره العتمة، ولا يهتم إن فاقت فاتورة كهرباء منزله الثلاثة عشر ألف دينار، والذين مثله كثر وربما فواتيرهم أكثر من ذلك، والغريب أنهم يكرهونها ويدفعون من أجل منعها ما يوازي احتياجات آلاف الأسر، ولكن تُرى لمَ يحب هؤلاء اللعب بالعتمة ويكرهونها بذات الوقت!
أبو العبد يكتفي طوال الوجبات من حساء العدس وفاتورة كهرباء بيته المصفح بالزينكو لا تتجاوز العشرة دنانير، وهو يحب العتمة، والنهار بالنسبة له مجاني من حيث الاكتفاء الذاتي من تدفئة حطب أنعم به المنخفض الجوي، ترى ما الفرق بالنسبة لشركة الكهرباء بين نهار أبو زهير وعتمة أبو العبد من حيث كيف ينام كلاهما طالما أم العبد رهن الإقامة الجبرية في المطبخ نهارا وعلى فرشة الصوف ليلا، وهل يمكن اعتبار ابو العبد السبب في خسائر شركة الكهرباء علما أنه يدفع فاتورته بانتظام.
بطبيعة الحال لن تتمكن الحكومة من إجبار سلمى على التوقف عن استلام الرسائل رغم غياب المرسل ورغم إرسال المئات يوميا، وهي لا تتلقى واحدة رغما عنها، فليس منها مجرد واحدة اليها بطبيعة الحال وقد كانت في السابق كلها لها، وإن هي حية فإن أم العبد كذلك طالما يموتون مثلها على رأس عملهن كالمعتاد أمام البيوت في موسم الملوخية ووقت إعداد قلاية الغداء.
وليس أبو العبد وحيدا بعد، ويدرك أن "أبو زهير" لا يتفوق عليه إلا من حيث فاتورة الكهرباء ونوعية حساء العدس ومدى قدرته على شراء الملوخية عبر وسيط وليس من القطافات مباشرة كما يفعل ابو العبد في كل موسم بحثا عن شهيدة قتلها فقر مزمن وصوت بابور الكاز وبعض ملل من قليات بلا لحمة، ومشكلته الوحيدة اليوم انه كلما تلفت يسارا او يمينا يجد ألف ظل ليس منهم واحد "ابو زهير" ليسأله أن لديه من مات شهيدا على رأس قلاية من أجل حفنة شباب، أو جراء منسف من أجل حفنة لاعبين في العتمة.
(السبيل)
أبو العبد يكتفي طوال الوجبات من حساء العدس وفاتورة كهرباء بيته المصفح بالزينكو لا تتجاوز العشرة دنانير، وهو يحب العتمة، والنهار بالنسبة له مجاني من حيث الاكتفاء الذاتي من تدفئة حطب أنعم به المنخفض الجوي، ترى ما الفرق بالنسبة لشركة الكهرباء بين نهار أبو زهير وعتمة أبو العبد من حيث كيف ينام كلاهما طالما أم العبد رهن الإقامة الجبرية في المطبخ نهارا وعلى فرشة الصوف ليلا، وهل يمكن اعتبار ابو العبد السبب في خسائر شركة الكهرباء علما أنه يدفع فاتورته بانتظام.
بطبيعة الحال لن تتمكن الحكومة من إجبار سلمى على التوقف عن استلام الرسائل رغم غياب المرسل ورغم إرسال المئات يوميا، وهي لا تتلقى واحدة رغما عنها، فليس منها مجرد واحدة اليها بطبيعة الحال وقد كانت في السابق كلها لها، وإن هي حية فإن أم العبد كذلك طالما يموتون مثلها على رأس عملهن كالمعتاد أمام البيوت في موسم الملوخية ووقت إعداد قلاية الغداء.
وليس أبو العبد وحيدا بعد، ويدرك أن "أبو زهير" لا يتفوق عليه إلا من حيث فاتورة الكهرباء ونوعية حساء العدس ومدى قدرته على شراء الملوخية عبر وسيط وليس من القطافات مباشرة كما يفعل ابو العبد في كل موسم بحثا عن شهيدة قتلها فقر مزمن وصوت بابور الكاز وبعض ملل من قليات بلا لحمة، ومشكلته الوحيدة اليوم انه كلما تلفت يسارا او يمينا يجد ألف ظل ليس منهم واحد "ابو زهير" ليسأله أن لديه من مات شهيدا على رأس قلاية من أجل حفنة شباب، أو جراء منسف من أجل حفنة لاعبين في العتمة.
(السبيل)