2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الترويض السياسيّ و أعادة التأهيل... الفرق بيننا و بينهم ؟

د. محمود عواد الدباس
جو 24 :

قبل عقد و نصف من الزمان ، سمعت من صديق سابق ، كان شخصية ناقدة ، لكنه اضحى منذ سنوات من حملة المباخر ، سمعت منه قصه عن الدولة ( العبرية ) ، تقول القصة ، أن رئيس الحكومة (الأسرائيليّه) زار الجيش (الاسرائيلي )، و التقى خلال الزيارة الضابط الصغير وقتها ( ايهود باراك)،و الذي وصلته تقارير حقيقية عنه؟، مفاداها ذكاؤه و شجاعته ، وقتها قال رئيس الحكومة لـ( باراك ) ، ( اذا لم يأتي يوما و تكون على رأس السلطة ، فثمه خلل كبير في مسيرة دولة ( اسرائيل(،مضت الأيام و اصبح (باراك ) رئيس للحكومة (الأسرائيلية) ، لا ادرى ، من أي مرجع ، اقتبس ذاك الصديق السابق ، تلك القصة ، لكنه رجل صادق ، ومنذ ذاك الوقت ، علمت أنهم يحترمون العقول ، التي تخدم دولتهم . على الجهة الأخرى المقابلة ، ماذا عنا نحن ، أن العقيدة الخفية التي نسير عليها ، هي فقط ترويض المعارض ، و على الاصح الناقد ، أو المفكر ، ذاك أننا لا نشعر أننا نحمى النظام ، الأ اذا قدمنا قائمة تقول ، هؤلاء ناقدون حقيقيون ، و قد اجهزنا عليهم ، أو أننا قمنا بترويضهم ، و تمت اعادة التأهيل السياسي لهم ، لعل تلك السياسة المتبعة تفيد في عدّة امور ابرزها ، افقاد الشعب لحالة الأيمان الحقيقي بكل شخصيّة عامة تنتقد لتصحيح المسار ، ثم تصبح تلك الشخصية عضوا في مجلس الوزراء ، اغلبنا يذهب للمباركة ، و نقول بعقل جمعيّ ، أنها الطريقة الأسهل للوصول؟ . يعزز تلك الرؤية السابقة ، ما كتبه الاستاذ (طارق مصاروة )ذات يوم في بداية العقدالـ(10) من القرن الـ(20) في جريدة الرأي ، حينما قال ضمن مقالة طويلة ( ليس بالضرورة أن يكون المناضل مشروع شهيد ) ، و بعد ذاك بسنوات كتب في مجلة الأفق مقالة قال فيها ( أن الشعوب الحية ، هي من تقدر قادتها ، وعلى عكسهم ، تتعامل شعوبا معينة مع قادتها ، تعامل الاطفال مع الدمى التي يلعبون بها ، يدمرونها ، ثم يبكون عليها ) ، الحاصل في الأمر ، أنني قد استخدمت مقولته الأخيرة في حفل وطني ، ينسجم مع غاية تلك المقولة ، غير أن تلك المقولة التي اعدت استخدامها ، كانت حجة عليّ، فبعد سنوات ، كنت اجلس امام بوابة مكتبة الجامعة الاردنية ، وقتها مرمن امامي مصور الجامعة المرحوم ( زاهر السعيد ) ، نظر الي ، اعاد تلك المقولة ؟، بعدها سألني ، اين اصبحت ، اجبت بخجل شديد ( أننا ها هنا قاعدون ) ؟. ختاما لا زلت اقولها أننا ها هنا قاعــــــــــــــــــــــــــــــــدون ؟ ....و الله المســـــــــتعان ؟ .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير