" وضع ليس بحجم " الواو Wow " ..!!!
لا أذكر أن " عطا " كان يرد بعبارة "I Cant Baba " ليعبر عن رفضه لطلب والده منه لشراء " باكيت سيرف " لأمه أثناء لعبه في الحارة ، حتى أخته " ميسر " ما كانت ترد بعبارة " No Way Mom " تعبيرا عن عصيانها لطلب أمها في " شطف " المنزل ، وعلى الرغم أن " عطا " كان مؤدبا جدا إلا أنه لم يستخدم في حياته عندما كان يشتري من " الدكنجي أبو بسام " عبارة " Please عمو بدي علبة سردين " ، وفي اللحظة التي يشعر فيها " عطا " بالإعجاب من صديقه " عقلة " لإحرازه الهدف كان " يصفر " و " يصفق " له ولم يستخدم أبدا عبارة " Wowكبير ياMan " وإن غضب " عطا " من " عقلة " ووصل الأمر إلى الوعيد والتهديد فهو لن ينهي وعيده هذا ب" I mean it " ...!!!
كثيرا ما يحضرني قاموس ومخزون " عقلة " و " عطا " اللفظي حينما أشاهد العديد من البرامج التلفزيونية والتي تحفل فيها القنوات الفضائية الأردنية فكلماتهم التي أعتدنا على سماعها تبدلت وتغيرت إلى عبارات باللغة الإنجليزية تنطق ب" دلع وغنج " واسع وكان المقدم أو المقدمة لهذه البرامج وفي غالبها من النوع الحواري والترفيهي تخاطب مشاهدين في الولايات المتحدة الأمريكية وليس في الأردن والمصيبة أنه في اغلب هذه البرامج ليس فقط انتهاكها لفصاحة اللغة العربية التي ينبغي استخدامها من باب الواجب والاحترام إلى لغة القرآن الكريم بل أيضا مزجها العبارات المحلية والمحكية باللهجة الأمريكية ، فإذا كانت هذه البرامج لا تحترم لغتنا العربية الفصحى فعلى الأقل عليها احترام لهجتنا المحلية التي لا ينقصها الجمال أيضا وليست عرجاء إلى حد الاستعانة في كلمة
" Wow “ لتعبر لنا المذيعة الفاضلة بالإعجاب أو أن تقول مثلا " بدي " إذا كانت كلمة أرجوك ثقيلة على لسانها بدلا من كلمة " Please " ...!!!!
قد يثار البعض مما أسلفت بالرد علي بان هذه الكلمات تحاكي واقع العولمة التي تتطلب السرعة وفن الجذب والاستقطاب ، وهل تعني العولمة ومحاكاة عصر السرعة والتكنولوجيا أن " ندلع " " ونغنج " ألفاظنا بخليط من الإنجليزي والعربي في كلمة أو سطر واحد ، فلا هي محكية بلغة إنجليزية أو حتى باللغة العربية الكاملة ؟
ومن احد الأدلة التي يستدل فيها على أن أسلوب " تدليع أو تطعيم " العبارات بالكلمات الإنجليزية هو أسلوب شاد في ثقافتنا العربية في زماننا الراهن هو كثرة إقبال المستمعين للاغاني التراثية المحلية التي كانت تغنى قديما من قبل المطرب الراحل " توفيق النمري " بل أن حتى بعض مقدمي برامج التلفزيون الأردني الثقافية عندما كان بالأبيض والأسود كالمرحوم " رافع شاهين " ما زالوا في ذاكرة الأردنيين الذين عايشوه وعاصروه ...!!!!
مشكلتنا في البعض من مقدمي البرامج التلفزيونية في فضاءنا الأردني بأنه ما زال يتعامل مع توجيه المشاهدين والمستمعين بمفهوم الوجبات الأمريكية السريعة بالأنواع المختلفة "كالبرجر والماك تشيكن" وغيره في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى مخزون تراث الأمة عربيا ومحليا فلا اعتقد إن ما يحيط في الأردن من مخاطر وتهديدات يواجه بتوجيه الشعب بعبارات " الدلع " و" التغنيج " فالأردن بحاجة ألآن لمن يوجه أبناءه لحمايته والدفاع عنه من المخاطر والفتن بكلمات وعبارات تثري وتدفع الحماس في قلوبهم جميعا ...فصدقا وضعنا ليس بحجم " الواو Wow " ...!!!!