2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حذاء برلماني طائر ...!!!

حمزة المحيسن
جو 24 :

استخدامات الحذاء ( أكرمكم الله ) بالنسبة لنا نحن الأردنيين هي معروفة فبحكم التربية ، فأن الطفل الأردني أعتاد على أن يستخدمه كأسرع سلاح ليضرب فيه ( الصرصور ) أكرمكم الله حينما يظهر على حين غرة في البيت ، فما أن تراه الأم التي تخاف في الغالب من هذا النوع من الحشرات تصرخ فجأة لتستنجد بولدها الصغير قائلة " " إلحق صرصور تعال أقتله " ، ليقوم البطل الهمام بحشره في الزاوية ولينهال عليه في الضربات الموجعة والقاتلة والتي غالبا ما تكون في " كعب " الحذاء ليقضي عليه في لحظات وليشعر ولدها بعد ذلك بنشوة الأبطال وشجاعة الفرسان ...!!! .

تاريخيا وفي القدم وقبل إقرار احترام حقوق الطفل العالمي واعتماده لدينا في الأردن كان الحذاء يستخدم أيضا بحرفية ومهارة بارعة في الإلقاء والقذف وإصابة الهدف من قبل الأم بالمنزل وبخاصة عندما تشاهد احد الأبناء يقوم بمد " لسانه " مستهزئا على أخيه الكبير أو الصغير لتكون أحد " فردات " الحذاء وبشكل مفاجئ قد هوت على " نص صباحه " و " لتطبع " عليه " النوع و " النمرة " الخاص في هذا الحذاء لتخلد هذه الضربة الموجعة في سجل تاريخه الطفولي الذي لن ينساه طيلة حياته ..!!


بالأمس وحينما شاهدت " فردة " حذاء النائب المحترم تحل بطلتها البهية في باحة مجلس الأمة تذكرت سيرة الحذاء التي مرت في حياتي طفلا ولكن -حمدت الله- كثيرا بان طفلي الصغير لم يشاهد معي بطولة النائب المحترم وهو يقذف زميله بالحذاء أكرمكم الله ، فولدي الصغير كثيرا ما كنت وما زلت أشجعه لاحترام الرأي والرأي الآخر ، " فيا عيني " على أبني إذا أعتقد بان سلوك هذا النائب المحترم هو أسلوب ديمقراطي فالأضرار برأيي التي سيحدثها ذلك ستكون أليمة جدا على باقي أخوانه وستكون أول ساحات الحوار الديمقراطي التعارك على اختيار أي من القنوات الفضائية التي يجب مشاهدتها بالنسبة إليه فرضا وعلى الجميع احترام رغبته ، فلو رغبت أخته الصغرى مشاهدة برنامج آخر فاعتقد بان هنالك معركة من رمي " الكنادر " -أكرمكم الله- ستحدث في المنزل وسينجم عنها إصابات بليغة ومؤلمة هذا عدا عن أنني سأكون الخاسر الأكبر من هذه المعركة – الحذائية- البطولية بفقدان أحد " فردات " حذائي ...!!!!


ما سبق يظهر حجم المصيبة بالنسبة لي على الصعيد الشخصي أما على الصعيد العام فان المصيبة التي حلت في مجلس الأمة تأتي في الوقت الذي تحاول فيه وزارة التربية والتعليم على تعزيز ونشر فكرة البرلمانات المدرسية في مدارسنا لتخلق جيل واعي يؤمن بالديمقراطية والشورى واحترام الرأي والرأي الآخر بين أطفالنا في المدارس ، فلك أن تتخيل لو أصبح الضرب بالحذاء سمة من سمات الحوار داخل هذه البرلمانات الطلابية فالنتيجة ستكون – منه العوض وعليه العوض – على جيل الغد فمستقبلنا سيكون واعد بمزيد ممن سيؤمنون بالحوار من خلال – الكنادر- وبأسلوب الصحن الطائر ..!!!


وعليه أرى أننا بأمس الحاجة لكي نرفع صوتنا عاليا أن هكذا مجلس بات وبكل تفاصيله عبئ إضافي علينا جميعا تماما ومن الواجب أن ننادي لحله بأقرب فرصة ممكنة فالأردنيين لا يليق بهم جميعا أن يشاهدوا مجلسهم قد لطخت سمعته بفعل حذاء برلماني طائر ...!!!


hamaqaba@gmail.com

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير