هل من ناصح غيور للملك ؟
راتب عبابنه
جو 24 : هل من ناصح غيور لجلالة الملك؟
راتب عبابنه
ما زالت عقلية التصلب التي هي من إفرازات ذهنية الإستهتار القائم على مفهوم التسلطية والتي هي الأخرى نتاج لتراكمات عفى عليها ولم تعد تأتي أكلها ونحن بالألفية الثالثة والعالم أصبح قرية صغيرة ووسائل الإتصال والتواصل تكاد تكون أكثر سرعة من وسائل الإعلام المتخصصة, لكن وللأسف ما زلنا نرى عقلية التصلب هي السائدة لدى الحكومات. وذلك يعني أننا لم ننخرط بعد مع المتغيرات والتطورات التي تتفاعل معها وتستجيب لها حكومات الدول.
هناك تكريس وترسيخ بمنتهى الوضوح للنظرية والمثالية والظهور أمام الشعب والمراقبين والمهتمين بمظهر بطولي مثالي براق وجذاب مدروس بعناية ويتم إخراجه ببراعة واحترافية وإذا حاولنا مطابقته مع معطيات الواقع والحقيقة التي تتحدث عن نفسها, نخلص إلى التباين الكبير بل التنافر وعدم التجانس بين النظرية وبين الواقع والحقيقة الحقة. نحاول التصديق ونحاول التحليل ما استطعنا لما تقوله الحكومة علنا نجد لها ما يخلق لدينا مقومات تصديقها وشفافيتها, لكن محاولاتنا تصطدم بالواقع المغاير والمتناقض مع نظريات الحكومة ومثالياتها.
وهذا يؤشر للخوف من المفاتحة وقول الحق والمصارحة, وهذا بحد ذاته نتاج لممارسة الغموض وترك الناس بالظلام حتى لا تنكشف الحقيقة الصادمة للناس مما يسهل عليهم إدارة شؤونهم الخاصة ومن ثم شؤون الوطن والناس والسيادة بالطريقة التي تطيل بقائهم, فكلما تمادوا بالإستهتار ازدادت فرص البقاء والنماء. لكن شر البلية ما يضحك, فهم على الأرجح يعلمون أنهم يخدعون الشعب ويعلمون أننا نعلم وما زالوا على نفس النهج الخاطئ ماضون وبغيهم يعمهون.
فنحن الآن أمام نمطية سلوكية راسخة وليس هناك بوادر تشير لتعديلها, فهل هي حصيلة السلوك الفطري عند الأردنيين المتعاونين بطبعهم أم هي سياسة ممنهجة ومبرمجة بحيث يتم توجيه الناس للوجهة الآمنة للحكومات؟؟ لقد ثبت لنا من خلال متابعتنا ومراقبتنا للنهج الحكومي غياب المصداقية والشفافية مع وجود الإستهتار كبديل قوي استمرأته حكومة بعد الأخرى, فالإستهتار هو السائد وغياب المصداقية هو الطاغي على أفعال وأقوال وتصريحات أعضاء الحكومة.
ونستدل على وجود ما تقدم بالرفع الأخير (ولو كان بسيطا) غير المبرر على الإطلاق والأسعار العالمية حينها تبرر عدم الرفع بل وتدفع نحو التخفيض, لكن النمطية الإستهتارية لا بد أن تفعل فعلها. وفيما يتعلق بسفيرنا في ليبيا السيد العيطان, لم يكن للشفافية والمصداقية حضور بل الغموض والإستغباء هما البديل. لم تصارح الحكومة من خلال وزير الخارجية "الملهم" الشعب القلق على سفيره بأن الإفراج عنه كان نتيجة مقايضة بالليبي الدرسي وهي الحقيقة وليس نتيجة براعة وجهود الخارجية رغم إقرارنا بتوجيهات جلالة الملك وبالجهود التي بذلتها الحكومة بهذا الشأن. مصادر ليبية عديدة أكدت بالصوت والصورة المتلفزة أن المدعو الدرسي حر طليق ومصادرنا أكدت أنه سيقضي محكوميته بسجون ليبيا. فهل نصدق مصادرنا ونكذب المصادر الليبية؟؟ وقد تم تصوير الأمر وكأنه عمل بطولي ينسب للخارجية التي لم نسمع منها على مدار المحنة أي تعليق.
العراق واليمن يؤكدان سحب سفيرينا والأردن بوزارة خارجيته ينفي ذلك. إذا كان هناك ما يكفي من المبررات للسحب, فلماذا كل هذا الغموض والتلاعب بعقلية المواطن الذي يسعى لمعرفة الحقيقة والإطمئنان على أمر ربما له تداعياته على الوطن؟؟
كل ما تقدم يضاف لرصيد هذه الحكومة بالذات والحكومات المتعاقبة الذي تشمئز منه النفس وتعافه, كما ويضاف للكثير من التراكمات المحتقنة لدى الناس جراء السياسات الخاطئة. وهذا التراكم يشكل خطرا محدقا بل كومة بارود ما أن ترتفع الحرارة قليلا فإذا به يتفجر ويدمر ويقتل وعندها كلنا خاسر ولو بنسب متفاوتة.
إذا اعتقدت الحكومة أنها بذلك تحافظ على الدولة والنظام بهذا النهج الإستهتاري فهي واهمة بل تفرط بالدولة والنظام معا وتدفع بالناس نحو الأسوأ. وانطلاقا من حرص الأردنيين وغيرتهم على الإستقرار والحفاظ على أردنهم وحمايته من الفتنة والنهج الخاطئ, ندعو جميع المعنيين بأن يخافوا الله بالأردن والمواطنين وان يتعظ النظام والمخابرات والأمن والمستشارون والناصحون والناقلون والمقررون وإلا مصيرنا لن يختلف عن مصير من سبقونا بربيعهم. فهل هناك نية صادقة لتغيير النهج بحيث تستعاد الثقة المفقودة بين المواطنين والدولة؟؟
وهل من ناصح غيور صادق لجلالة الملك بأن الإحتقان بلغ عند الناس مبلغا, وأن الصبر قد نفذ أو يكاد؟؟ وهل من موصل لجلالته أن الشعب أدوم من الحكومات, وهل من مبلغ لجلالته أن أخطاء الحكومات المتراكمة والضاغطة بعكس التيار العام هي الشرارة التي تقترب وبسرعة من البارود؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
راتب عبابنه
ما زالت عقلية التصلب التي هي من إفرازات ذهنية الإستهتار القائم على مفهوم التسلطية والتي هي الأخرى نتاج لتراكمات عفى عليها ولم تعد تأتي أكلها ونحن بالألفية الثالثة والعالم أصبح قرية صغيرة ووسائل الإتصال والتواصل تكاد تكون أكثر سرعة من وسائل الإعلام المتخصصة, لكن وللأسف ما زلنا نرى عقلية التصلب هي السائدة لدى الحكومات. وذلك يعني أننا لم ننخرط بعد مع المتغيرات والتطورات التي تتفاعل معها وتستجيب لها حكومات الدول.
هناك تكريس وترسيخ بمنتهى الوضوح للنظرية والمثالية والظهور أمام الشعب والمراقبين والمهتمين بمظهر بطولي مثالي براق وجذاب مدروس بعناية ويتم إخراجه ببراعة واحترافية وإذا حاولنا مطابقته مع معطيات الواقع والحقيقة التي تتحدث عن نفسها, نخلص إلى التباين الكبير بل التنافر وعدم التجانس بين النظرية وبين الواقع والحقيقة الحقة. نحاول التصديق ونحاول التحليل ما استطعنا لما تقوله الحكومة علنا نجد لها ما يخلق لدينا مقومات تصديقها وشفافيتها, لكن محاولاتنا تصطدم بالواقع المغاير والمتناقض مع نظريات الحكومة ومثالياتها.
وهذا يؤشر للخوف من المفاتحة وقول الحق والمصارحة, وهذا بحد ذاته نتاج لممارسة الغموض وترك الناس بالظلام حتى لا تنكشف الحقيقة الصادمة للناس مما يسهل عليهم إدارة شؤونهم الخاصة ومن ثم شؤون الوطن والناس والسيادة بالطريقة التي تطيل بقائهم, فكلما تمادوا بالإستهتار ازدادت فرص البقاء والنماء. لكن شر البلية ما يضحك, فهم على الأرجح يعلمون أنهم يخدعون الشعب ويعلمون أننا نعلم وما زالوا على نفس النهج الخاطئ ماضون وبغيهم يعمهون.
فنحن الآن أمام نمطية سلوكية راسخة وليس هناك بوادر تشير لتعديلها, فهل هي حصيلة السلوك الفطري عند الأردنيين المتعاونين بطبعهم أم هي سياسة ممنهجة ومبرمجة بحيث يتم توجيه الناس للوجهة الآمنة للحكومات؟؟ لقد ثبت لنا من خلال متابعتنا ومراقبتنا للنهج الحكومي غياب المصداقية والشفافية مع وجود الإستهتار كبديل قوي استمرأته حكومة بعد الأخرى, فالإستهتار هو السائد وغياب المصداقية هو الطاغي على أفعال وأقوال وتصريحات أعضاء الحكومة.
ونستدل على وجود ما تقدم بالرفع الأخير (ولو كان بسيطا) غير المبرر على الإطلاق والأسعار العالمية حينها تبرر عدم الرفع بل وتدفع نحو التخفيض, لكن النمطية الإستهتارية لا بد أن تفعل فعلها. وفيما يتعلق بسفيرنا في ليبيا السيد العيطان, لم يكن للشفافية والمصداقية حضور بل الغموض والإستغباء هما البديل. لم تصارح الحكومة من خلال وزير الخارجية "الملهم" الشعب القلق على سفيره بأن الإفراج عنه كان نتيجة مقايضة بالليبي الدرسي وهي الحقيقة وليس نتيجة براعة وجهود الخارجية رغم إقرارنا بتوجيهات جلالة الملك وبالجهود التي بذلتها الحكومة بهذا الشأن. مصادر ليبية عديدة أكدت بالصوت والصورة المتلفزة أن المدعو الدرسي حر طليق ومصادرنا أكدت أنه سيقضي محكوميته بسجون ليبيا. فهل نصدق مصادرنا ونكذب المصادر الليبية؟؟ وقد تم تصوير الأمر وكأنه عمل بطولي ينسب للخارجية التي لم نسمع منها على مدار المحنة أي تعليق.
العراق واليمن يؤكدان سحب سفيرينا والأردن بوزارة خارجيته ينفي ذلك. إذا كان هناك ما يكفي من المبررات للسحب, فلماذا كل هذا الغموض والتلاعب بعقلية المواطن الذي يسعى لمعرفة الحقيقة والإطمئنان على أمر ربما له تداعياته على الوطن؟؟
كل ما تقدم يضاف لرصيد هذه الحكومة بالذات والحكومات المتعاقبة الذي تشمئز منه النفس وتعافه, كما ويضاف للكثير من التراكمات المحتقنة لدى الناس جراء السياسات الخاطئة. وهذا التراكم يشكل خطرا محدقا بل كومة بارود ما أن ترتفع الحرارة قليلا فإذا به يتفجر ويدمر ويقتل وعندها كلنا خاسر ولو بنسب متفاوتة.
إذا اعتقدت الحكومة أنها بذلك تحافظ على الدولة والنظام بهذا النهج الإستهتاري فهي واهمة بل تفرط بالدولة والنظام معا وتدفع بالناس نحو الأسوأ. وانطلاقا من حرص الأردنيين وغيرتهم على الإستقرار والحفاظ على أردنهم وحمايته من الفتنة والنهج الخاطئ, ندعو جميع المعنيين بأن يخافوا الله بالأردن والمواطنين وان يتعظ النظام والمخابرات والأمن والمستشارون والناصحون والناقلون والمقررون وإلا مصيرنا لن يختلف عن مصير من سبقونا بربيعهم. فهل هناك نية صادقة لتغيير النهج بحيث تستعاد الثقة المفقودة بين المواطنين والدولة؟؟
وهل من ناصح غيور صادق لجلالة الملك بأن الإحتقان بلغ عند الناس مبلغا, وأن الصبر قد نفذ أو يكاد؟؟ وهل من موصل لجلالته أن الشعب أدوم من الحكومات, وهل من مبلغ لجلالته أن أخطاء الحكومات المتراكمة والضاغطة بعكس التيار العام هي الشرارة التي تقترب وبسرعة من البارود؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.