حكومة ابو صياح
جمال الشواهين
جو 24 : انطلاقا من دكانة سالم ارشيدات المقابلة لكازية اسو والسنكري ابو الذيب يستمر الطريق الى بيت ابو صياح الحتاملة ، المجبر الاشهر في اربد طوال سنوات ستينيات وسيعينيات القرن الماضي ، ومن قربه يتفرع الطريق الى الحسبة ، ومقابله كراج الشخشير المقابل لكراج اردك وبالقرب منهما باصات اليرموك . خلف السنكري ابو الذيب البركة الرومانية المحاذية لقاعدة حركة فتح التموينية القريبة من حارة السكارنة والرشيدات ، وهناك حارة سمخ بكامل خصوصيتها والدرج المؤدي للسوق ، يوازيه درج العبيد لذات الاتجاه وقبلهما الدرج الكبير الموصل لشارع البارحة .
من تلك المنطقة يكون الذهاب للمستشفى ، المقابلة لدكان اشتهر صاحبه ببيع الدم للمرضى بغطاء التبرع ، وعلى نفس الشارع نزولا يبرز بيت ال جوهر الحجري الانيق راقيا بالمقارنة مع ما يحيطه من بيوت قديمة ليس منها بيت سويدان الحجري الاحمر .
نزولا بعد ذلك تقع مضافة حسين ارشيد الزعبي وبيوت اولاده ابو توفيق المدرس وابو خالد التاجر وابو السعيد السمان وبعيدا عنهم ابو خليل ، ومعهم قريبهم ابو مصطفى واسرة الهياجنة ، مشكلين معا على مرتفع من وادي صغير مستعمرة استقرت استيطانا بحكم الواقع .
بعد كراج الشخشير هناك محل بوغص ، مقابله تجار خردة وبوسكليتاتي ، ثم صعودا الى محل حبي وحتى وكالة سنجر ، مقابلها تماما كراج حمدي عرابي على مفترق شوارع ركبت عليه اول اشارة ضوئية للمرور بالمدينة .
وفيه البنك العثماني وشركة عالية ، والحلاق محمود النابلسي
بعد ذلك البريد ومقهى المنشية ، ثم سينما الفردوس المحاذية لمنتزه الاريزونا حيث احيا فيه المطرب المصري محمد طه حفلة ذات صيف . ينتهي الطريق بمنتزه القيروان ثم كراجات الفردية ، وبعدها نحو قرية حوارة .
تلك كانت معالم اندثر اكثرها من شارع فلسطين ، ولكل منها قصص وحكايات تروى ، واحدة منها تخص ابو صياح المجبر .
كان مجبرا للكسور طبا عربيا بالبيض والصابون والقصب ، يؤمه الناس ثقة ، ولقلتها بالطب الحديث المستخدم للجبص . يبدأ ابو صياح المعالجة بالتدليك للمكان المصاب مع الماء الساخن الى ان يتاكد من مكان الكسر جراء تعالي صراخ المكسور كلما مس مكان الكسر ، بعدها يعمل على اعادة عضام اليد او الساق المكسورة فيما يظنه مكانها الصحيح ، ثم يحيط ذلك بعصي القصب والقماش المغمس بخليط البيض والصابون .
ينبغي بموجب تعليماته مرور خمسة عشر يوما قبل فك الجبيرة ، وانذاك يكون للحظ الدور الاكبر ، فقد تاتي النتيجة نجاحا او فشلا ذريعا وكلا الامرين واردا .
كان ان وقعت وانا بالخامسة بيدي ابو صياح لكسر بذراعي اليسرى ، احضره جدي ابو محمود لاجراء التجبير وقد فعل بعد ان نالني عذاب الم التدليك . بعد المدة فكت الجبيرة وكانت الذراع عوجاء ، فقرر ابو صياح كسرها مجددا بيده وقد فعل واعاد الكرة تجبيرا ، ثم بعد المدة اخرجها عوجاء مجددا ، فقرر اعادة العملية وقد فعل على مراى من جدي ومن حضر ، وبعد المدة وجدوها عوجاء فاتفقوا ان تبقى كذلك وما زالت .
اكثر من يشبه ابو صياح هذه الايام هو فايز الطراونة ، بفارق ان ابو صياح كان يحاول التجبير ، في حين يمارس الطراونة التطبيش ، وفي الحالتين مزيد من العذاب ونتائج عوجاء تماما .
السبيل
من تلك المنطقة يكون الذهاب للمستشفى ، المقابلة لدكان اشتهر صاحبه ببيع الدم للمرضى بغطاء التبرع ، وعلى نفس الشارع نزولا يبرز بيت ال جوهر الحجري الانيق راقيا بالمقارنة مع ما يحيطه من بيوت قديمة ليس منها بيت سويدان الحجري الاحمر .
نزولا بعد ذلك تقع مضافة حسين ارشيد الزعبي وبيوت اولاده ابو توفيق المدرس وابو خالد التاجر وابو السعيد السمان وبعيدا عنهم ابو خليل ، ومعهم قريبهم ابو مصطفى واسرة الهياجنة ، مشكلين معا على مرتفع من وادي صغير مستعمرة استقرت استيطانا بحكم الواقع .
بعد كراج الشخشير هناك محل بوغص ، مقابله تجار خردة وبوسكليتاتي ، ثم صعودا الى محل حبي وحتى وكالة سنجر ، مقابلها تماما كراج حمدي عرابي على مفترق شوارع ركبت عليه اول اشارة ضوئية للمرور بالمدينة .
وفيه البنك العثماني وشركة عالية ، والحلاق محمود النابلسي
بعد ذلك البريد ومقهى المنشية ، ثم سينما الفردوس المحاذية لمنتزه الاريزونا حيث احيا فيه المطرب المصري محمد طه حفلة ذات صيف . ينتهي الطريق بمنتزه القيروان ثم كراجات الفردية ، وبعدها نحو قرية حوارة .
تلك كانت معالم اندثر اكثرها من شارع فلسطين ، ولكل منها قصص وحكايات تروى ، واحدة منها تخص ابو صياح المجبر .
كان مجبرا للكسور طبا عربيا بالبيض والصابون والقصب ، يؤمه الناس ثقة ، ولقلتها بالطب الحديث المستخدم للجبص . يبدأ ابو صياح المعالجة بالتدليك للمكان المصاب مع الماء الساخن الى ان يتاكد من مكان الكسر جراء تعالي صراخ المكسور كلما مس مكان الكسر ، بعدها يعمل على اعادة عضام اليد او الساق المكسورة فيما يظنه مكانها الصحيح ، ثم يحيط ذلك بعصي القصب والقماش المغمس بخليط البيض والصابون .
ينبغي بموجب تعليماته مرور خمسة عشر يوما قبل فك الجبيرة ، وانذاك يكون للحظ الدور الاكبر ، فقد تاتي النتيجة نجاحا او فشلا ذريعا وكلا الامرين واردا .
كان ان وقعت وانا بالخامسة بيدي ابو صياح لكسر بذراعي اليسرى ، احضره جدي ابو محمود لاجراء التجبير وقد فعل بعد ان نالني عذاب الم التدليك . بعد المدة فكت الجبيرة وكانت الذراع عوجاء ، فقرر ابو صياح كسرها مجددا بيده وقد فعل واعاد الكرة تجبيرا ، ثم بعد المدة اخرجها عوجاء مجددا ، فقرر اعادة العملية وقد فعل على مراى من جدي ومن حضر ، وبعد المدة وجدوها عوجاء فاتفقوا ان تبقى كذلك وما زالت .
اكثر من يشبه ابو صياح هذه الايام هو فايز الطراونة ، بفارق ان ابو صياح كان يحاول التجبير ، في حين يمارس الطراونة التطبيش ، وفي الحالتين مزيد من العذاب ونتائج عوجاء تماما .
السبيل