" كبارة حيل " حزبية ..!!!!
" كبير الحيل " حسب التعريف البلدي والشعبي هو الشخص الذي يعتبر نفسه أكثر واحد مطلع على خفايا الأمور في البلد ، سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا ويتصدر الجلسات في مناسبات العزاء والأفراح ليطرح آراءه وأفكاره غير آبها في أي " وجهة " نظر يدخل فيها على " الخط " أي شخص بسيط من الحضور ، فهو " الكلمنجي " الوحيد الذي يجب ان نصغي إليه ولو قمت بمعارضة وجهة نظره فانك ستلقى هجوما لفظيا كاسحا وبصوت عال يجعلك تندم على خطوتك الجريئة التي أقدمت عليها ، وليبادرك بعبارة " أنت شو بفهمك " ، فالخلفية التي يملكها هذا "الكلمنجي "من جراء كثرة زياراته للعاصمة وجلوسه مع من يقرأون الصحف في مقاهي عمان القديمة يعتقد جازما بانها تؤهله لممارسة دوره في الوصاية الفكرية على كل من يجلس معهم بل والأدهى من ذلك والأمر أنه يعرف عن خفايا المؤامرات التي تحاك سرا وفي الخفاء ولا يتوانى في إطلاق مسميات البريستيج السياسي والحزبي على كل من يخالف تحليله الدراماتيكي للأحداث فتارة يستخدم مصطلح " مأجور " او " عميل " أو " صهيوني " ، لنصل في النهاية لنتيجة حصوله على لقب فخري هو " كبير حيل "يستخدم كرها لأسلوبه الحواري والإستعراضي من كل من يعرفه في الحارة أو في " العيلة " وتتطلب منا أن نتحمل جلسته وخطبه العصماء سائلين الله وملحين في الدعاء ان يستودعنا في أقرب فرصة ليرحل عنا ويتركنا في همنا وغمنا ...!!!!
" كبير الحيل " للأسف الذي كثيرا ما كنا نهرب من توجيهاته وتوصياته وإتهاماته في مناسباتنا الإجتماعية صرنا كثيرا نشاهده أيضا في الصحف والمواقع الإخبارية وصفحات مواقع التفاعل الإجتماعي ، يطل علينا بقلمه ينثر في صفحاتها إيديولوجيته الحزبية وهذا حقه لكن المشكلة عندما يمارس دور الوصاية على عقولنا ويريد منا ان نصدق ما يراه ويسمعه ويؤمن فيه وفي حال أنك تخالفه الرأي وهذا حقك أيضا ستجده يمارس نحوك كل فنون التشبيح والتجريح وإتهامك بالتخوين والتأمرك والتصهين والإفلاس السياسي والفكري وهذا ليس حقا له ، وما اعنيه هنا بعضا من أولئك الذين يصطفون لدعم النظام السوري الذي ما زال يقمع ويشنع ويجرم في حق الشعب السوري الحر الذي يطالب في حرية أن يحكم نفسه بنفسه وان يزيل نظام عائلي ديكتاتوري حكم سوريا وراثيا لعشرات السنين ...!!!
فألى هؤلاء كيف يستقيم طرحكم في ضرورة إحترام حقوق الإنسان في الأردن وان يترك للشعب في ان يعبر عن رأيه وفكره وإتجاهاته وإنتماءاته دون التعرض إليه وانتم تمارسون كل انواع " كبارة الحيل " والإستعلاء السياسي نحو من يقف مع شعب أعزل ....!!!
كثيرون منا يربأ عن مجاراة البعض من هؤلاء او حتى الحوار معهم ، حفاظا على عدم التعرض لمعترك الشتم والتشبيح المبدعين فيه ، وبالنسبة لي فانا لن أشتمهم فكفاني ان الاحداث الأخيرة التي حدثت في المنطقة قد عرت وجوههم التي كانت ملثمة بدعاوي إحترام الرأي والرأي الآخر وأشكر ربي بانها كشفتهم بعد غفلة طويلة من الزمن كنت فيها أصفق لهم ، حفظ الله الأردن وطنا شعبا وقيادة وأبعدنا الله عن شرورهم وخفاياهم و " كبارة حيلهم " ...!!!