" الله يستر " ..!!!
درجت العادة عندنا في الأردن عندما يقر أهل العروس بالإيجاب "لجاهة" العريس " وتنشرب " القهوة أن يخرج البعض من أقارب العريس " كلاشيناتهم " ويرمون في السماء ما جادت فيه "كلاشيناتهم "من "صليات" ، لتمتد هذه الظاهرة أو العادة للتعبير عن بهجتنا لزواج العريس إلى مرحلة لاحقة من مراحل عرسه ، وهي حفلة الغذاء ، فما إن تخرج " سدور المناسف " إلى الخارج لتحط على موائد المدعوين ، ويقول " المعزب" للمدعوين " افلحوا " لتبدأ الفرقة المسلحة من أهل العريس بإطلاق العيارات النارية والمصلية من أسلحة مختلفة النمر والأحجام والنوعية ، إعلانا باكتمال الفرحة بالعريس ، رصاص من " بره " وزغاريد من " جوه " ..!!!
المؤسف في نهاية هذا النوع من العرس أن يكون هنالك ميتم لأحد الجيران سقط نتيجة الفرحة أو النخوة للعريس ، والمصيبة أيضا أن هذا الميتم كثيرا ما ينتهي في " شربة " فنجان قهوة سادة ما "ردوها " المبتلين من ذوي المرحوم والفاتحة على روح الميت و"بارك الله في الغانمين "والحمد لله رب العالمين "...!!!!
الأردن مقبل على انتخابات نيابية قادمة درجت العادة أيضا فيها أن تسمى أو يطلق عليها عرسا ديمقراطيا وطنيا ، بالنسبة لي أنا كلي خشية وقلق من هذا العرس أن يكون كما درجت فيه العادة للأسف بإعراسنا العائلية ، ومبعث هذا القلق هو ما نشاهده من مظاهر الاعتداءات والمناوشات والمشاكل التي بتنا نشاهدها في محافظات المملكة قاطبة للتعبير عن الغضب الجماعي حول مسألة أو قضية معينة مطلبيه أو خدمية وليست سياسية ، بدءا من الاعتداء على الشوارع والأكشاك الأمنية والأملاك العامة إلى حد إغلاق بعض أبواب البلديات في الأسمنت والطوب ، فإذا كان هذا هو حالنا قبل إجراء الانتخابات النيابية فهذا يعني أن هذه الانتخابات النيابية ينبغي التحضير لها والإعداد بصورة لا تقبل أي نوع من أنواع الاحتكاك والاستفزاز بين الناس في بلدنا ومن أول هذه الاستعدادات هو استخدام القبضة الأمنية المشددة نحو كل من يحاول التزوير وشراء الذمم والأصوات ولا تأخذنا فيهم رحمة وان تكون كافة الجهات المعنية بمسافة واحدة من كافة المتنافسين والمرشحين لهذه الانتخابات وبعنوان أو شعار واحد هو " النزاهة والحياد "...!!!
وأتمنى أن يكون هنالك لقاءات حكومية تسبق هذه الانتخابات النيابية مع الفعاليات الاجتماعية بكافة مكوناتها في المجتمع وبخاصة الوجهاء و غيرهم ممن يملكون الكلمة في توجيه من يرتبطون فيهم اجتماعيا أو فكريا أو سياسيا ، لتوجيهها نحو الالتزام بالقانون والأخلاق العامة واحترام النتائج التي يفرزها الصندوق ...!!!
أسأل الله أن تمر الانتخابات النيابية القادمة بكل سلام بعيدة عن أي نوع من الاحتكاك أو المناوشات أو الحساسيات بين الناس والمواطنين في الأردن ، فالوطن لا يحتمل في ظل هذا التأزم الذي تشهده المنطقة حاليا لأي جرح ينال من خاصرته وسيجعلنا -لا قدر الله- جميعا أن نندم ، حفظ الله الأردن من كل مكروه وأبعد عنا شبح الميتم ...!!!!