جامعات ( ري آكشن ) ...!!!
(الآكشن ) تعني حدث وما أعنيه هنا بالحدث ليس التاريخ وإنما الحركة المفعمة بالضرب الذي يصل إلى حد الركل بالأقدام وممارسة رياضة ( البوكسات ) وإذا لزم الأمر فهنالك ( كلاشينات) ومسدسات ووجوه ملثمة بكوفيات و( قناوي ) خشبية وسلاسل حديدية وأحزمة جلدية يتم سحبها من البنطلونات للمضي قدما واستبسالا في ( معمعة الآكشن ) ، أنه ( آكشن ) يفوق براعة ( كلينت إيستود ) بطل أفلام ( الآكشن ) والذي من سوء تدبيرنا تركنا له هاري الطيب وأخذنا منه دور هاري الشرس والقذر والقبيح في أفلامنا ( الآكشن ) ، معركة الأحزمة و( الجنازير ) التي اعنيها ليست معركة من المعارك التي تحصل بين الجماهير على كرة الندم التي فرغت نكباتنا ونكساتنا وهزائمنا فيها واختزلت البطولة في الكرة المستديرة وهي ليست أيضا ( هوشه ) بين صبيان أو ( زعران ) الحارة التي يبرعون فيها بسحب ( الأمواس الكباسة ) لممارسة أدوار ( التشطيب ) ورسم الخرائط على الوجوه ، إنه ( آكشن ) الجامعات الذي تفوق فيه أبطالها المتسلحين على كل أولئك المشاغبين ليدافعوا عن أسم العائلة او القبيلة او العشيرة والمدينة أو الحي أو المخيم أو الحارة في معارك تكون كما أسلفت حامية الوطيس وتجلب لها الإمدادات البشرية الهائلة في لحظات أسبابها في نظر البعض يطول سردها ولكن حتما لا نملك الجرأة في تلخيصها وتجسيدها في مقولة واحدة لا ثاني ولا ثالث لها إنها باختصار رد عكسي ( ري آكشن ) لمقولة ( أنت ما بتعرف ابن مين أنا )؟؟؟ ..!!
( أنت ما بتعرف أبن مين أنا ) مقولة تربى عليها الأبناء في جيلنا الحاضر منذ الصغر فكانت لهم نبراسا في درب علومهم وتعليمهم من الروضة حتى الجامعة وما زال العطاء مستمرا لأنها بنظر البعض قيمة وسلوك يجب أن يورث ومهما كانت ضحاياه فالأجاويد من وجوه الخير كثر ( وفنجان ) القهوة سيكون حاضرا في كل ( آكشن ) لدفن كل معالم الجريمة ..!!!
لقد ظلمنا من أسمى جامعاتنا ( بالجامعة ) حينما تسمع وتقرأ وتشاهد بألم ما يحدث فيها من مشاجرات ومهاترات ، فالجامعة لا يقصد بها فقط ما تجمعه ساحاتها وباحاتها من كليات مختلفة العلوم والتخصصات بل هي أيضا جامعة تجمع أبناءها على ما ورثناه من موروث ديني وثقافي واجتماعي مشترك ليكون أبناءها مشعل من مشاعل الحضارة والتقدم في بناء الوطن ..!!
وفي ماضي الأردن غير البعيد عندما كان أجدادنا الرعاة يرسلون أبناءهم لنهل العلوم في الدول المجاورة لنا كانوا يستودعونهم بطاعة الله ثم سنة نبيه وحب الأوطان فعادوا لنا مصلحين وليتنا تعلمنا منهم الصلاح والإصلاح فكانت علومهم شهادة فخر للعشيرة والقبيلة بأكملها تفوق مكانة كل ما تملكه القبيلة أو العشيرة من أسلحة وذخائر ...!!!!
وللأسف ما إن تطل علينا البطولات والملاحم في ساحاتنا الجامعية نبدأ جميعا في شتم الحكومات ونتناسى ما زرعناه في أيدينا كآباء في عقول أبنائنا من قيم هدامة تقدس الأنا وتدوس من هو غيرنا ففقدنا الأدب منهم وضيعنا الصلاح فيهم وبشكل معاكس ومغاير لمقولة خامس الخلفاء الراشدين – عمر بن عبدا لعزيز – حينما قال : ً الصلاح من الله والأدب من الآباء ً وحتى نرقى فيما قاله سيدنا عمر في قوله هذا مضمونا وسلوكا على كل الدعاة في كل المنابر المختلفة أن يرفعوا صوتهم عاليا نحو ذلك علنا نعود إلى صوابنا ولنقوم بتقويم سلوك أبناءنا ليكونوا عونا لنا في رشدنا وصناعة حاضرنا ومستقبلنا فصناعة الرجال تطلب منا جهدا وصبرا طويلا لان الرجال لا يولدون بل يصنعون ...!!!!!