كان صمتكم أفضل...
راتب عبابنه
جو 24 : أليس من الطبيعي "كأكثر شعب تعليما ووعيا في المنطقة" كما جاء على لسان دولة الرئيس ومن حقنا كمواطنين شغلتنا الروايات الرسمية التي لم ترقى إلى الصدقية والتي حاولت الحكومة من خلالها تبرير وتوضيح ما جرى بهرقلة بعجلون, الحصول على إجابات لأسئلة ما زالت تدور بأذهاننا استوحيناها مما دار بالمؤتمر الصحفي المتعلق بالدفائن على ألسنة الرسميين الذين اعتدنا منهم مجانبة الحق والحقيقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا ذات أهمية بالغة وحساسة تستقطب اهتماما شعبيا ؟؟
لسان حال الدولة يقول أننا نمارس ونطبق الديموقراطية كما في السويد وفنلندا, لذا أجزم أن الإجابة على السؤال السابق ستكون نعم كبيرة أي من حقنا نسأل ونجاب إذ القمع والإسكات لا يجدان طريقا لهما ببلد ديموقراطي. القارئ بين السطور فيما قيل بالمؤتمر "غير المسبوق" وطريقة إخراجه, يخلص إلى أن الرئيس ظهر وكأنه يتحدث عن مكرمة من مكارمه غير المسبوقة وعلينا أن ندين بالفضل لدولته. وقد بين أنها المرة الأولى التي يظهر بها رئيس الأركان المشتركة على الإعلام لتوضيح أمر هو على الأغلب من اختصاص الأمن وكأني به يقول لقد طفح الكيل فاخرسوا. وكان ذلك توظيفا للثقة التي لدى الناس بالقوات المسلحة التي نفتخر بها ونحترمها وربما تكون هي المؤسسة الوحيدة التي تحظى بثقة المواطن. وذلك لتوضيح قضية كثر حولها اللغط وتعددت بخصوصها الإشاعات والأقاويل حتى أصبحت حديث الساعة. فما الغريب في خروج رئيس الأركان المشتركة على الإعلام ولمذا لا يفعل ذلك كلما استدعى الأمر وطالما أن المصلحة الوطنية والشعبية تقتضيان ذلك؟؟ وهذا يضفي مزيدا من الإحترام لقواتنا المسلحة ويرفع من سوية التفافنا حولها.
كان يمكن للناطق باسم مديرية الأمن العام -وهذا ليس تقليلا من شأنه- أن يقوم بما قمتم به منذ البداية لو كان نهجكم قائم على الصدقية ومكاشفة المواطن بالحقيقة والتي أخرجتموها باهتة ومتأخرة بعد أن استفزت الناس لكثرة بياناتكم التي أشعلت ضرام التحدي الذي أعماكم استهتاركم عما يمكن أن ينتج.
أليس هذا التوليف وهذه الذهنية وهذا النمط من الإخراج الهزيل لقضية تهم الوطن هي تكريس لغياب مصداقيتكم وتعزيز لفقدان الثقة؟؟ أليس ذلك استهتار واستحمار بلا حدود بعقول المواطنين الأردنيين الواعين والأكثر تعليما وتفهما عندما تسمعونا أربعة تبريرات مختلفة وبظرف اسبوعين؟؟ فأين الإحترام للمواطن الذي تطلبون تعاونه معكم في الشدائد وتشيدون بوعيه عندما ترتكبون الخطايا بحقه وبحق الوطن؟؟
هل تظنوا أن الشعب مصدقكم؟؟ هل تركتم هامشا ولو بسيطا لتصديقكم؟؟ أقسم بالله أن شعبيتكم بالحضيض وهذا من صنع أيديكم لكن بصركم وبصيرتكم إن كانت لديكم بصيرة قد لا تريا إلا من في المرآة. فما يمنع أن تكون روايتكم الأخيرة هي الأخرى كسابقاتها؟؟ ما يمنعكم من ذلك وقد اعتدنا على سماع الحقيقة من وسائل الإعلام الخارجي؟؟
نحن الغيارى ليس لدينا مطمع سوى أن تستقيم الأمور وليس من طبيعتنا التقريع والتشهير بل مطلبنا أن تكونوا صادقين لأن الحكمة تقول "إذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى". الأردن وطن يرزح تحت نير الفقر وشح الموارد والضغوطات عليه كثيرة من الداخل ومن الخارج الذي بحكم موقعه المتوسط بإقليم بدول ملتهبة وأخرى تنتظر قدرها. فاصدقونا القول لنكون معكم لا عليكم ولنشحذ همم الناس حتى يكونوا صفا واحدا لا صفوفا متعددة.
ومن الأسئلة التي تدور بالأذهان, كيف لإسرائيل أن تزرع هذه الأجهزة وبهذه البساطة والأريحية وبمواقع متعددة؟؟ ولماذا انتظرتم ما يزيد على أربعة عقود حتى تم اكتشافها؟؟ لم نعلم أن اسرائيل احتلت الأردن يوما ثم انسحبت منه حتى تتمكن بمنتهى السهولة من زرع أجهزتها التجسسية. هل كان يسمح للإسرائيليين بدخول الأردن قبل السلام حتى فعلوا فعلتهم؟؟ بالتأكيد هذا مستبعد.
أسئلة نطرحها برسم الإجابة لعل من مجيب. ونحن لا نرى للسرية والتكتم مبررا في هذا الأمر وقد سبق وتم الإعلان عن قيام إسرائيل بتفجير ونزع الألغام في المناطق المتاخمة والتي زرعتها عندما كنا بحالة حرب معها دون ضجيج شعبي ودون هيجان إعلامي. لقد أثرتم فضول الشارع الأردني بتستركم على الحقيقة ومجانبتكم لكشف الحقائق. السرية مطلوبة بحال العمليات والخطط العسكرية والإنفتاح.
فإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم بالصدق ثم الصدق ثم الصدق.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم باحترام العقول.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم بالشفافية وعدم ترك الناس في الظلام.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم عدم التستر على الفاسدين.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم باحترام وعودكم وأقوالكم.
وإذا لم تكونوا راغبين فصمتكم أفضل.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
لسان حال الدولة يقول أننا نمارس ونطبق الديموقراطية كما في السويد وفنلندا, لذا أجزم أن الإجابة على السؤال السابق ستكون نعم كبيرة أي من حقنا نسأل ونجاب إذ القمع والإسكات لا يجدان طريقا لهما ببلد ديموقراطي. القارئ بين السطور فيما قيل بالمؤتمر "غير المسبوق" وطريقة إخراجه, يخلص إلى أن الرئيس ظهر وكأنه يتحدث عن مكرمة من مكارمه غير المسبوقة وعلينا أن ندين بالفضل لدولته. وقد بين أنها المرة الأولى التي يظهر بها رئيس الأركان المشتركة على الإعلام لتوضيح أمر هو على الأغلب من اختصاص الأمن وكأني به يقول لقد طفح الكيل فاخرسوا. وكان ذلك توظيفا للثقة التي لدى الناس بالقوات المسلحة التي نفتخر بها ونحترمها وربما تكون هي المؤسسة الوحيدة التي تحظى بثقة المواطن. وذلك لتوضيح قضية كثر حولها اللغط وتعددت بخصوصها الإشاعات والأقاويل حتى أصبحت حديث الساعة. فما الغريب في خروج رئيس الأركان المشتركة على الإعلام ولمذا لا يفعل ذلك كلما استدعى الأمر وطالما أن المصلحة الوطنية والشعبية تقتضيان ذلك؟؟ وهذا يضفي مزيدا من الإحترام لقواتنا المسلحة ويرفع من سوية التفافنا حولها.
كان يمكن للناطق باسم مديرية الأمن العام -وهذا ليس تقليلا من شأنه- أن يقوم بما قمتم به منذ البداية لو كان نهجكم قائم على الصدقية ومكاشفة المواطن بالحقيقة والتي أخرجتموها باهتة ومتأخرة بعد أن استفزت الناس لكثرة بياناتكم التي أشعلت ضرام التحدي الذي أعماكم استهتاركم عما يمكن أن ينتج.
أليس هذا التوليف وهذه الذهنية وهذا النمط من الإخراج الهزيل لقضية تهم الوطن هي تكريس لغياب مصداقيتكم وتعزيز لفقدان الثقة؟؟ أليس ذلك استهتار واستحمار بلا حدود بعقول المواطنين الأردنيين الواعين والأكثر تعليما وتفهما عندما تسمعونا أربعة تبريرات مختلفة وبظرف اسبوعين؟؟ فأين الإحترام للمواطن الذي تطلبون تعاونه معكم في الشدائد وتشيدون بوعيه عندما ترتكبون الخطايا بحقه وبحق الوطن؟؟
هل تظنوا أن الشعب مصدقكم؟؟ هل تركتم هامشا ولو بسيطا لتصديقكم؟؟ أقسم بالله أن شعبيتكم بالحضيض وهذا من صنع أيديكم لكن بصركم وبصيرتكم إن كانت لديكم بصيرة قد لا تريا إلا من في المرآة. فما يمنع أن تكون روايتكم الأخيرة هي الأخرى كسابقاتها؟؟ ما يمنعكم من ذلك وقد اعتدنا على سماع الحقيقة من وسائل الإعلام الخارجي؟؟
نحن الغيارى ليس لدينا مطمع سوى أن تستقيم الأمور وليس من طبيعتنا التقريع والتشهير بل مطلبنا أن تكونوا صادقين لأن الحكمة تقول "إذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى". الأردن وطن يرزح تحت نير الفقر وشح الموارد والضغوطات عليه كثيرة من الداخل ومن الخارج الذي بحكم موقعه المتوسط بإقليم بدول ملتهبة وأخرى تنتظر قدرها. فاصدقونا القول لنكون معكم لا عليكم ولنشحذ همم الناس حتى يكونوا صفا واحدا لا صفوفا متعددة.
ومن الأسئلة التي تدور بالأذهان, كيف لإسرائيل أن تزرع هذه الأجهزة وبهذه البساطة والأريحية وبمواقع متعددة؟؟ ولماذا انتظرتم ما يزيد على أربعة عقود حتى تم اكتشافها؟؟ لم نعلم أن اسرائيل احتلت الأردن يوما ثم انسحبت منه حتى تتمكن بمنتهى السهولة من زرع أجهزتها التجسسية. هل كان يسمح للإسرائيليين بدخول الأردن قبل السلام حتى فعلوا فعلتهم؟؟ بالتأكيد هذا مستبعد.
أسئلة نطرحها برسم الإجابة لعل من مجيب. ونحن لا نرى للسرية والتكتم مبررا في هذا الأمر وقد سبق وتم الإعلان عن قيام إسرائيل بتفجير ونزع الألغام في المناطق المتاخمة والتي زرعتها عندما كنا بحالة حرب معها دون ضجيج شعبي ودون هيجان إعلامي. لقد أثرتم فضول الشارع الأردني بتستركم على الحقيقة ومجانبتكم لكشف الحقائق. السرية مطلوبة بحال العمليات والخطط العسكرية والإنفتاح.
فإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم بالصدق ثم الصدق ثم الصدق.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم باحترام العقول.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم بالشفافية وعدم ترك الناس في الظلام.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم عدم التستر على الفاسدين.
وإن أردتم أن تستعيدوا ثقة المواطن بكم فعليكم باحترام وعودكم وأقوالكم.
وإذا لم تكونوا راغبين فصمتكم أفضل.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com