من سيربح المليار "آلية جديدة للدعم"
الكل يعلم ما تعانيه بلدنا من عجز في الموازنة ومديونية هائلة. رفع الأسعار أصبح خياراً وحيداً لا ينازعه خيار آخر أمام الحكومة ومن يشور عليها لمعالجة الاختلالات في آلية الدعم المقدّم حالياً لأسعار السلع الاستراتيجية كالمحروقات والكهرباء.
اجتهد بعض المختصين وبعض الكتّاب في تقديم اقتراحاتٍ لإبعاد خيار رفع الأسعار عن طاولة الحكومة مقدمين حلولاً بديلة توفر إيرادات ودخولاً جديدة إلى الخزينة بعيداً عن تحرير الأسعار وتوجيه الدعم للفقراء فقط، أو اقتراحات من شأنها تقليل نسبة رفع الأسعار إلى أخفض حد ممكن.
حاولت أن أشارك الزملاء والأصدقاء بتقديم حلٍ عملي لكني لم أجد ضالتي بين ترهات الدراسات الاقتصادية، وأزقة النظريات، وحارات التجارب إقليمياً وعربياً.
وذات مرة وأنا أتابع حلقة سابقة لبرنامج "من سيربح المليون" خطر ببالي أن ندعو قناة MBC إلى تطوير برنامجها هذا ليصبح "من سيربح المليار" وأن يكون برعاية كبار الرعاة من أصحاب الكنوز، فإذا حصل ما دعونا اليه، تصبح الكرة في ملعب الحكومة فعليها أن تصل إلى المبدعين وذوي الكفاءات والمثقفين في الأردن ليكونوا خير سفراء لبلدهم ويعودوا بالجني الثمين من المليارات لتودع في خزينة الدولة وتبدء طاقة الفرج بالانفتاح، فلا تضطر الحكومة لرفع الأسعار، وتكون بذلك قد أحسنت لنفسها أولاً وأحسنت لكنوزها المغمورة التي اعتراها غبار الظلم والإقصاء والاختيارات العمياء لتجد نفسها مضطرة ولأول مرة لاستخدام تلك النخب في صنع القرار واتخاذه وجني ثماره.
عزيزنا جورج قرداحي
لأول مرة سيختار الأردن من يمثله بعناية لسبب وحيد لا غير وهو الحاجة لمثلهم في مثل هذا الظرف الدقيق.. الأمر الذي سيعتبره النخبويون مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد، وستعرفنا شاشة برنامجك أنهم وحدهم من وجب على الحكومات معرفتهم وتقديرهم وتقديمهم في السراء والضرّاء، والله نسأل العفو والعافية.
د. قيس جمال الخلفات
qkhalafat@yahoo.com