مبادرة " اشعل فانوسك واتبعني "
لا زلنا في بلد الغرابة والدهشة نتفاعل مع إجراءات لا نملك حيالها إلا الاستغراب والدهشة! طرق وشوارع حيوية ورئيسة تسبح في الظلام منذ لحظات الغروب إلى أن يبزغ فجر اليوم التالي، فنزيد إلى قائمة أسئلتنا التي لم نحصل على إجاباتٍ حيالها إلى الآن أسئلةً أخرى أوحى إلينا بها ظلام شوارع عمّان.
ألا يعلم متخذّ القرار أن طريق المطار هو واجهة عمّان الأولى التي يرى بها ضيف الأردن حالنا وواقعنا؟! أيُعقل أن يستقبل الأردن سوّاحه بشارع مظلم؟! ألا تتوقعون انطباع المستثمر القادم إلى الأردن وفي جعبته فكرة مشروع أو دراسة جدوى يودّ طرحها فيُقابل باستقبال أسود منذ خروجه من المطار وحتى وصوله إلى مقر إقامته؟! ألا نخشى من هذا الظلام على أمننا؟! هل نتوقع حركة لزوار الأردن وسوّاحه في الليل دون إنارةٍ تكشف لهم الطريق وتوضح لهم الرؤيا؟! كيف يمكن لرجال الأمن أن يراقبوا ويتابعوا الحركة على الطرق سواء أكانت للسيارات أم للمشاة دونما إنارة؟! ألا نخشى على أرواح سالكي الطرق إذا ما رزقنا الله الغيث وما تبعه من ضبابٍ وجليد؟! ألا نخشى على بناتنا وأخواتنا ساعة العودة من أعمالهن أو جامعاتهن بعد غروب الشمس وهنّ يسلكن مسالك الظلام؟! عن أي اقتصادٍ نتحدث؟ هل أصبحنا في الصومال أو أثيوبيا نرتجي توفير حفنة من الدنانير من خلال إطفاء إنارة الشوارع؟! هل وصلنا إلى حالة تستدعي هذا الثمن الباهظ من المخاطر لأجل التوفير في الطاقة؟!ما الذي سنجنيه من هذا الإجراء؟ وَفرٌ يقارب مليون دينار سنوياً مثلاً؟! ما جدوى هذا المبلغ أمام خسائرَ أكبر، وقلقٍ أعظم، وخوفٍ أجمّ؟
وبهذه المناسبة أدعو إلى مبادرة جديدة يقدّم من خلالها كل أردني فانوساً مملوءاً بالكاز نعلّقها جميعها على أعمدة إنارة عمّان لنبقي على سطوع مدينة الشموع.
اللهم لا تجعل مستقبلنا كحال شوارعنا... فجرٌ جديد والله المستعان.
