2024-07-01 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أُصوليون يؤمنون بالحوار

ابراهيم العجلوني
جو 24 : كان مما أذكره من حديث للعلامة الراحل الشيخ الدكتور صبحي الصالح ان صادق جلال العظم حين كتب مؤلفه حول نقد العقل الديني لم يجد من يلجأ اليه، بعد ثورة الاوساط الدينية عليه في لبنان، سوى الشيخ الدكتور صبحي صالح الذي استضافه في منزله، وحاوره حواراً أبوياً هادئاً، نملك - وقد قرأنا الكتاب وعرفنا جوانب الضعف فيه - ان نتصور أبعاده، وأن نؤكد، بَعْدُ، أن بعض ظواهر الفكر لا تعدو ان تكون حالات نفسية ذات صلة وثيقة بتحقيق الذات من اقرب سبيل، حتى وإن كان ذلك على حساب الحقيقة التي غالباً ما يتنكبها مغامرو الفكر او يجعلونها وراءهم ظِهريّاً، لاسباب لم تعد خافية اليوم، إذ تبين ان معظم هؤلاء المغامرين مرتبطون بدوائر الاستشراق الاستعماري، بل إن بعضهم مستشارون «هناك» يقدّمون «النصيحة» فيما يخص المشرق العربي الاسلامي ويرفعون التقارير «الاكاديمية» في ذلك.
ويجرّنا تذكر هذه الواقعة الى استذكار ما كان في اعقاب صدور كتاب الدكتور عبدالله الغذامي «الخطيئة والتكفير» حيث لم يجد الرجل من يقف معه في محنته بعد صدور الكتاب إلا الشيخ الظاهري الاصولي المعروف والاستاذ عبدالفتاح ابو مدين وهما من هما في التمسك بأصالة الامة وشخصيتها الحضارية، ومن يريد مزيداً من التفصيل يجد ذلك مبسوطاً في كتاب الغذامي عن «الحداثة في المملكة العربية والسعودية».
غاية ما نذهب اليه ان الحوار والمناظرة هما الطريقة المثلى لمواجهة الافكار، ولا سيما تلك التي يتوخى المنادون بها مهاجمة الاسلام او التراث العربي، توسلاً الى شهرة مجانية او حضور زائف، او تعرضاً للرضى من هذه الجهة او تلك ممن لا ينقطع رفدها عمّن يكيدون للعروبة والاسلام، ويسعون جاهدين، باسم الحداثة والتطور، الى تحقيق قطيعة معرفية ووجدانية معهما.
ولعلّ من منطق الحق ان نُقِرّ بالفارق العلمي بين كتابي العظم والغذامي، وإن استشهدنا بما صاحب صدورهما من مواقف محمودة للمشايخ الاصوليين، إذ لا يخفى ان الاول ايديولوجي مُستثارُ الحفيظة، بينما كان الثاني ناقداً جريئاً تبنى (باقتناع) اطاريح يؤخذ منها ويرد، دون ان تحيط به ايديولوجية تعزله عن امته او تطوّح به بعيداً عنها.
حكايتان ذواتا دلالتين متخارجتين، وإن اجتمع فيهما دليل واضح على سعة صدور العلماء الراسخين.الرأي
 هذه عبارة تقال عن الذي يراوح في مكانه معظم سنوات العمر، بحيث لا يبدل الا اساليب البطالة ويعطيها اسماء مُضللّة، فمن عاشوا ليأكلوا فقط ماتوا مبكرا وهم لا يعلمون لأنهم تحولوا الى امعاء تسعى كالثعابين، واصابهم الفراغ الروحي والكسل الذهني بسبات يستمر عبر الفصول الأربعة، وليس الشتاء فقط، ويبدو ان مفهوم العمل سواء تعلّق بالافراد او المجتمعات يستخدم احيانا على نحو مجازي، فالجعجعة لا تنتهي الى طحين وبالتالي الى خُبز، والطبل هو صاحب الصوت الصاخب والأعلى لأنه مليء بالهواء .
والمطلوب من الفرد في مجتمعات عاطلة عن دورها التاريخي وتعيش على طريقة محلك سرْ هو ان يتحول الى تمثال او في احسن الاحوال الى شجرة، لا يمكنه ان يغادر موقعه الا اذا جرّ بحبل، وأفضل توصيف لهذه البطالة هو ما عبّر عنه الاغريق القدماء من خلال اسطورة حملت اسم سيزيف، وهو رجل عاقبته السماء بأن جعلته يحمل صخرة ثقيلة ويصعد بها الجبل ثم يعاود الكرّة على مدار الساعة .
وأذكر ان كاتبا فرنسيا هو بول فاليري سخر من هذه الاسطورة وقال ان رحلة سيزيف اليومية ليست بلا فائدة، فلا بد انه تحول الى رجل رياضي وبرزت عضلاته !
لكن امثال سيزيف ممن حكم عليهم المجتمع لا السماء بالمراوحة لن يحدث لهم ذلك، فهم في كل مرة يعودون بخفيّ حُنين واحيانا حفاة بلا اي أخفاف !
« محلّك سر « تلك هي القاعدة الذهبية لمجتمعات لا تتيح لأفرادها ان يحققوا الذات، لأن رحلتهم القصيرة من المهد الى اللحد محددة مسبقا ما دام هناك من ينوبون عنهم في التفكير والتخيّل وحتى الحُكم !
وقد يتصور البعض ان ما يطرأ على حياته من متغيرات اقتصادية او حتى اجتماعية هو بمثابة الخروج عن قاعدة « محلك سر « لكن الحقيقة عكس ذلك، لأن التغيير الحقيقي للبشر يكون من الداخل وليس من القشرة !! - See more at: http://www.addustour.com/17984/%D9%85%D9%8E%D8%AD%D9%8E%D9%84%D9%91%D9%83%D9%92+%D8%B3%D9%90%D8%B1%D9%92+%21%21.html#sthash.X0HeOfur.dpuf
تابعو الأردن 24 على google news