مأساة القرم
ابراهيم العجلوني
جو 24 : وعد «لينين» مسلمي البلدان التي سيطر عليها الشيوعيون وخضعت للاتحاد السوفياتي, بأخذ حرياتهم الدينية بعين الاعتبار, بأن يكون لهم القرار في مصائرهم, لكنه سرعان ما قلب لهم ظهر المجنّ فأصبحت مساجدهم اصطبلات, ومورس عليهم من الوان القمع ما تشيب لهوله الولدان. وكان مما يذكره التاريخ للرفاق البلاشفة, انهم, وبأمر من «لينين» انتزعوا أربعة ملايين مسلم من «القرم» وهجّروهم الى سيبيريا, حتى كانت المرأة تودّع طفلها باكية ثم تضعه على الثلج وتتراجع خطوات طالبة من زوجها ان يدفنه. ومن يقرأ كتاب العلامة محمد الغزالي: «الاسلام في وجه الزحف الاحمر» يطّلع على تجليات الحقد الثوري المقدّس الذي مارسه الشيوعيون على «القرم» وعلى غيرها من البلاد الاسلامية التي استعمرها السوفيات أكثر من ثمانين عاماً. وإن كان الاستعمار «الاستئصالي» الذي تعرّض القرم له هو اشدّها وحشية وبطشاً.
إن أحداً من المؤرخين الموضوعيين لم يتصدّ لمهمة التأريخ للحضور الدموي للشيوعيين في القرم وفي غيرها من المستعمرات السوفياتية. وفي حال تكشّفت حقائق هذا الحضور, فإن أول ما يُستدلّ عليه من ذلك أن فارقاً هائلاً لا يمكن لأي تأويل (أو تحريف أو تزييف) تجاوزه بين دعاوى ماركس ولينين, وبين ما اجترحه الرفاق الابطال (!) من قهر لمسلمي القرم وسائر المسلمين.
إن علينا ان لا نؤخذ بأي ثرثرة من مؤرخي البلاشفة ومن يضاهئونهم بعماية. وأن نرى الى واقع الشعوب نفسها (بما في ذلك الفلاحون والشغيلة) الذين اضطهدوا, وانتزعوا من بلادهم ليموتوا في مدافن جماعية في ثلوج سيبيريا.
إن أحداً من المؤرخين الموضوعيين لم يتصدّ لمهمة التأريخ للحضور الدموي للشيوعيين في القرم وفي غيرها من المستعمرات السوفياتية. وفي حال تكشّفت حقائق هذا الحضور, فإن أول ما يُستدلّ عليه من ذلك أن فارقاً هائلاً لا يمكن لأي تأويل (أو تحريف أو تزييف) تجاوزه بين دعاوى ماركس ولينين, وبين ما اجترحه الرفاق الابطال (!) من قهر لمسلمي القرم وسائر المسلمين.
إن علينا ان لا نؤخذ بأي ثرثرة من مؤرخي البلاشفة ومن يضاهئونهم بعماية. وأن نرى الى واقع الشعوب نفسها (بما في ذلك الفلاحون والشغيلة) الذين اضطهدوا, وانتزعوا من بلادهم ليموتوا في مدافن جماعية في ثلوج سيبيريا.