2024-03-19 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

التفكير في ما بعد العملية الارهابية

جميل النمري
جو 24 :
دفع الأردن مجددا ضريبة الدم لحماية نفسه، وكان قدر هذه الثلة من أبنائنا جنود القوات المسلحة ان يسقطوا شهداء الواجب الوطني وكان يمكن أن يكون غيرهم في الوظيفة في تلك اللحظة فكل عسكري وكل رجل أمن هو شهيد محتمل في هذه الظروف ويفهم ذوو الشهداء الأبطال هذه الحقيقة ويفهم كل بيت أردني ان حماية الأردن من الدمار الذي يحيط بنا لا تتم دون تضحيات ومقابل كل شهيد يسقط اثناء قيامه بالواجب المقدس على الحدود نحن لا نحمي أرواح الالاف من الرجال والنساء والأطفال فحسب بل نحمي مستقبل شعب بأسره ليستمر كريما حرا آمنا في وطنه .

لا نعطي اهمية لبعض الجدل حول ملابسات الهجوم الانتحاري المجرم فالهجمات بالسيارات المفخخة يمكن ان تحدث في أي مكان ويصعب تفاديها بصورة كاملة فلا تفلت مرة كما حدث أخيرا، وبالنسبة لنا فقد حققنا نجاحا عظيما حتى الآن في افشال محاولات سابقة كان يمكن ان تلحق خسائر بشرية ومادية هائلة. وقد أمكن افشال وضرب محاولات تسلل متكررة. وبالمناسبة فالموقع الذي تعرض للهجوم يقوم أساسا بعمل انساني كبير هو حماية تزويد اللاجئين بالاغاثة والتموين حيث يتجمع عدد هائل من العائلات يراوح بين خمسين وسبعين الف شخص يتلقون المعونات يوميا للاستمرار على قيد الحياة ويتم ذلك وسط ظروف غاية في الصعوبة وقد دخلت العربة الانتحارية وفق روايات وراء الحشود التي تم فتح البوابة لها كما هو الترتيب يوميا لتلقي المعونات.

تختلف هذه الحادثة نوعيا عن حادثة البقعة التي نفذها كما يبدو " ذئب منفرد " دون تنسيق أو تلقي أوامر محددة. أما العملية الخيرة فمن الواضح أنها جرت بقرار وتخطيط وترتيب مركزي من الجهة المعنية وهي تحمل بصمات داعش كما نرجح. واذا صح هذا التقدير نكون أمام انعطافة جديدة ذات دلالات فداعش تصل ولو على شكل اختراق لأراض لا تخضع لسيطرتها الرسمية وتقرر مهاجمة الحدود الأردنية في عملية لا نتخيل انها معزولة عن توجه جديد لاستهدافنا حدوديا بصورة مباشرة.

ولو جاءت هذه العملية في وقت سابق اثناء تمدد داعش وانتصاراتها المتوالية لحق لنا أن نعلن النفير وأننا أمام حركة استطلاعية قبل هجوم أوسع، لكن داعش تقوم بهذا العمل وهي في حالة تراجع وانكفاء على مختلف الجبهات مما يعطي لهذه العملية معنى مختلف فهي أقرب الى ضربة مقفي لا يتأمل شيئا منها غير الأذى. وقد لا يكون ممكنا تكرارها لأن الظروف التي سمحت بها لن تكون قابلة للتكرار.

حتى في ضوء هذا الاستنتاج حول طبيعة العملية الاجرامية وظروفها فالاردن لا يستطيع ان يسمح بابقاء الأوضاع التي سمحت بها وعلى الأمم المتحدة ان تعذرنا في الاجراءات التي ستتخذ لمنع أي فرصة أو احتمال لتكرار عملية كهذه.

وهنا نصل الى موضوع اللاجئين الانساني على الحدود فالأردن استجاب للرغبة الدولية في ل تمكين المم المتحدة من رفد المكان بالمعونات وهو ما جعله خاصرة رخوة أمنيا. وبالمناسبة فإن أعداد الحشود على الحدود ترتفع باستمرار مع تحولها الى منطقة ضخ للمعونات وكذلك ممر ادخال لللاجئين بعد ان وافق الآردن على ادخال اعداد معينة يوميا دون تشيك امني كاف ونقل هؤلاء الى مخيم الازرق وبقائهم محتجزين في معسكر في المخيم لاستكمال التشييك الأمني قبل ادخالهم رسميا الى البلاد واعطائهم السكن في مخيم الأزرق الذي صمم لاستيعاب أكثر من 100 الف لاجىء.

لقد ظهرت مطالبات ونداء مشروع بوقف ادخال اللاجئين ووقف التعامل مع تلك المنطقة حيث ضاعف توفر المعونة اعداد المقيمين على الحدود هناك. ونحن لا نعرف كيف تطورت الأمور بالنسبة للتفاهمات التي عقدها الاردن في جنوب سوريا ووفرت وضعا آمنا نسبيا على الحدود لكن يجب التحسب لاحتمالات المستقبل ووضع استراتيجية ملائمة لكل الاحتمالات كما يتوجب اعادة النظر في صيغة التعامل مع اللجوء السوري والوضع على الحدود وقد يتوجب اعادة التفكير بشأن المقترح القديم بإنشاء منطقة آمنة في الشريط الحدودي وبعمق معين وبتفاهم دولي لاستباق أي تطورات أو تدهور محتمل على الحدود.

تابعو الأردن 24 على google news