jo24_banner
jo24_banner

نزق المسؤولين وخبث الصحافة

د. عبدالمهدي القطامين
جو 24 :
كان ثمة الكثير من الجفاء ما بين الصحافة "السلطة الرابعة " وبين السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة وكان مرد الجفاء ان جاز التعبير هو وجود علاقة شك وريبة ما بين الاثنتين فالاولى اي الصحافة تحاول النبش في اخطاء الحكومات وتجاوزاتها بحثا عن الاثارة وعن الوصول الى شريحة قراء واسعة وثمة الكثير مما هو مخفي ايضا من مدعين مهنة دخلوها من باب حرية الهواية واصبحوا لاحقا احد مقومات اغتيال حرية الرأي وتحت بند ان ما يكتبه الصحفي مقدس وانه صحيح انطلاقا من مقولة انا على حق والباقي على باطل .
وكان ادعاء احتكار الحقيقة مقتل العمل الصحفي وما زال ويميل الجمهور الذي بطبعه يسعى للاثارة الى الايمان المطلق بما تقوله الصحافة خاصة ان كانت في الجانب السلبي ولا اعرف حقيقة حتى اللحظة لماذا الخبر السيء هو الاكثر تصديقا من قبل الجمهور في حين ان الخبر الجيد او الطيب يشكو من قلة التصديق به .
اما الحكومات فقد كانت على الاقل الى ما قبل هذه الحكومة الحالية التي يرأسها الدكتور هاني الملقي تبادل الاعلام الجفاء وان ادعى بعض ولاة الحكومات انه لا يمكن معاداة الصحفي الا ان التاريخ القريب يشهد تغولا كبيرا قادته حكومات ضد العمل الصحفي عبر تفعيل قوانين المطبوعات والنشر والعقوبات والارهاب والعديد من النصوص القانونية التي تكبل الحرية الصحفية بشكل كبير .
في اواخر ايام حكومة الدكتور عبدالله النسور بلغ الشد ما بين الصحافة والحكومة اوجه خاصة في صحيفة الراي التي تعتبر معقل العمل الصحفي الحكومي واستمرت الصحيفة ربما اكثر من شهر تجافي اخبار الحكومة وتنشر سلبيات العمل الحكومي واخطائها وكان واضحا ان النتيجة ستكون الاطاحة بقيادة الصحيفة وهو الامر الذي تم سريعا وقبل ان تترجل حكومة النسور وترحل من الدوار الرابع .
لعلني في هذه المقدمة وصلت الى تشخيص ربما يصلح للوصول الى تشخيص لواقع الحكومة الحالية التي بدا من اول يوم لها انها ترغب في علاقة طيبة مع الصحافة الجادة والناقدة فهي عملت على معالجة اختلالات كانت الصحافة قد اشارت اليها وهي اختلالات روتينية واخطاء حكومية بحتة بدت في اكثر من وزارة ومن مرفق عام وكانت عين الرئيس الملقي تراقب ما تكتبه الصحافة ولا يغض الطرف عما يرد بل يتحقق من الامر ثم يعالج ما احتاج الى معالجة وكان الرئيس حريصا على ان يظل على تواصل مع الجسم الصحفي وبشكل شخصي فهو لا يثق كثيرا ببيروقراطية العمل الاعلامي الحكومي وهو يعرف ان اقصر الطرق للوصول الى قلب الصحافة هو معالجة ما تشير اليه الصحافة من اختلالات وتعثر حكومي هنا او هناك .
في الحج لاحظ الرئيس الملقي ان هناك الكثير من الاخطاء في هذا الموسم الايماني واستمع من الصحافة الى ما يدور في اروقة ادارة الحج وما يعانيه الناس من مشاكل متكررة على مدى الاعوام الماضية ان كان في السكن او في النقل او حتى في مستويات رفاهية الحج في المخيمات لذلك امر على الفور بتشكيل لجنة من وزارة الاوقاف والنقل والسياحة ليكون موسم الحج العام القادم اكثر راحة واطيب بالا واخف معاناة على الحجيج وزوار بيت الله الحرام .
اجزم ان المسألة لا تحتاج الى الكثير من الجهد من قبل الحكومة ان ارادت ان تعمل لمصلحة الناس وان تتحرى ما تكتبه الصحافة الجادة وليست الخبيثة فهناك الكثير من الخبث في العمل الصحفي مثلما ان الحكومات لديها خبثائها الذين يظللون الناس عبر الصحافة ايضا ويسطرون بطولات مزيفة تمام مثل بطولات دون كيشوت حين كان يصارع طواحين الهواء ظانا انه اصبح فارسا لا يشق له غبار .
اخير للرئيس الملقي اقول حجا مبرورا وسعيا مشكورا وتجارة لا تبور وكان الله في العون فثمة الكثير من الاشياء التي ما زالت تحتاج الى اصلاح بعد ان خربها الزمن وهواة العمل الحكومي بكل اشكاله .
 
تابعو الأردن 24 على google news