jo24_banner
jo24_banner

تليق الشهادة بمن.. ان لم تكن للجيش والعسكر

د. عبدالمهدي القطامين
جو 24 :
مستغربا حد الدهشة متساءلا حد عنفوان الشهادة اذ ينبري البعض على صفحات المدى الواسع حين يعلق على استشهاد العسكر والامن والدرك وهنا اتوقف قليلا اليس هم وقود الحرب وجذوتها ان نادى المنادي وان انتخى الوطن اليس هم من يحملون على راحتهم موتهم واستشهادهم ومقعدهم من الجنة فان لم تكن الشهادة للجيش والدرك والامن فلمن تكون اذن ؟؟؟ لنا نحن القاعدون على مفارق النت نجلد ما شاء لنا الجلد بلا " جلد " بفتح الحاء واللام .... لنا نحن الذين نعاقر احرف الحاسوب ربما ونحن متكئون على مقعد وثير نعد عدد الرصاص الذي يخترق اجساد العسكر والامن ثم نطلب من ربة المنزل ان تعد لنا فنجان قهوة من بن العميد .... لنا نحن الذين بتنا نحلل في امر لا نعلمه ولا ندريه ونقول لو انهم فعلوا كذا وكذا حتى اذا بردت قهوتنا تثاءبنا وطلبنا قدحا من الشاي... لنا نحن الذين نلتف باغطيتنا الوثيرة ونتساءل في غمرة البحث عن موقع اخباري هامل يقول غير الحقيقة ماذا اعددت لنا من غداء يا ربة المنزل.

امر محير وحيرة ما بعدها حيرة تلك التي باتت تلف اعمالنا ونياتنا ثم في فجيعة الموقف نتساءل لماذا قضى فلان شهيدا وكأننا نجلد الشهيد مرتين مرة حين اقبل على الموت واخرى حين عاد ملفوفا بالعلم ليدفن في مقبرة القرية بينما كانت روحه تصاعد في السماء لا توقفها حتى السماء السابعة .

تليق الشهادة بمن ان لم تكن بالجيش والعسكر والامن والدرك ...تليق الشهادة بمن ان لم تكن بمن تلفع بالكوفية الحمراء وشد يده على زناد البنديقة واقسم بدمعة امه ان لن يمر الغزاة ....تليق بمن ان لم تكن بذلك الواقف على الحد يرمق بعينيه تراب الوطن ويرقب سماءه ويحلف بكل مقدس انه والموت على موعد .

منكم نعتذر ايها الشهداء الطالعون نجوما تتألق في السماء منكم نعتذر عن عجزنا وقلة حيلتنا وعن دموع التماسيح التي نذرفها على حد النت متأبطين جهاز حاسوب محللين بما لا نعرف تتملكنا نشوة البطولة لكننا نقف عاجزين تماما عن فهم كيمياء الشهيد سائد المعايطة الذي اصيب وهو يقتحم فلم يتراجع وقال لصحبه ضمدوا جرح الركبة فما زال في الجسد متسع للمقاومة واقدم غير هياب برصاص كان ينهمر من كل الجهات .

تليق الشهادة بمن ان لم تكون بك يا سائد .... ويا كل الذين مضيتم يومي الاثنين والثلاثاء مقبلين غير مدبرين مقاتلين غير متخاذلين مقسمين بدمع الامهات ورسائل الحبيبات والزوجات المخبئات في جيوب الفوتيك ان لن يمر الغزاة .

لكم ايها الواقفون على حد الوطن القابضون على جمره وناره ودفئة وحره وقره لكم يا اصدقاء العتبى حتى ترضون عنا فما نحن الا من طينة هذه الارض وكنتم انتم ملحها وزادها وزوادتها بعد ان جف المطر او كاد .... لكم ايها الطالعون في السماء نكتب مع كل ترويدة امرأة جنوبية ودعت حبيبها الشهيد ....وهتفت سبل عيونه ومد ايده يحنونه .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير