jo24_banner
jo24_banner

اعادة فتح الحدود وانبوب النفط وماذا بعد ؟

د. عبدالمهدي القطامين
جو 24 :
يدرك كل محلل ان اعادة فتح الحدود مع العراق الشقيق سيعمل نقلة موضوعية وحاسمة في تعزيز الموقف الاقتصادي للمملكة فما سيتم استيراده عبر ميناء العقبة سيعيدنا الى حقبة الثماننيات حين كان ميناء العقبة يلقب بالميناء المجنون جراء الحركة النشطة التي كانت على مدار الساعة وتشكل جسرا مع العراق انذاك فدارت عجلة الاقتصاد وانعكس ذلك على كافة القطاعات اللوجستية والخدمية وغيرها من القطاعات .

ولا شك ان خطوة اعادة فتح الحدود بعد اغلاق دام اكثر من عامين سيشكل نافذة امل جديدة للاقتصاد الوطني اذا ما ترافق ذلك مع البدء بانشاء خط النفط العراقي من البصرة وحتى العقبة فان مكاسبنا الاقتصادية ستكون مجزية .

ووقعت المملكة مع العراق اتفاقية إطار لمد أنبوب لنقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة بكلفة إجمالية للمشروع تصل لـنحو 18 مليار دولار.

وتقدر كلفة تنفيذ المشروع داخل الأراضي الأردنية بنحو 6 إلى 8 مليارات دولار تنفذه شركة دولية.

ويتضمن المشروع أنبوبا فرعيا بطول 60 كيلومترا يصل لمصفاة البترول الأردنية في مدينة الزرقاء (20 كيلومترا شرق عمان) ليواصل امتداده بعد ذلك إلى المنفذ التصديري في العقبة؛ حيث سينقل خط الأنبوب من البصرة إلى العقبة ما يزيد على مليون برميل نفط مكرر يوميا.

وستتقاضى المملكة بحسب الاتفاقيات التي تمت مع الجانب العراقي ربع دولار عن كل برميل نفط يمر عبر الانبوب في رحلة التصدير مثلما تحصل المملكة على احتياجاتها النفطية بسعر يقل عن السعر العالمي بحوالي 2 دولار ونصف دولار لكل برميل بمعنى ان الاقتصاد الوطني سيحقق وفرا مقداره 900 مليون دولار في السنة وكذلك مبلغ مليون دولار شهريا بدل المرور في الاراضي الاردنية وبحسبة بسيطة فان المملكة ستتقاضى مبلغ 90 مليون شهريا عن كل برميل نفط يمر عبر الانبوب بمعنى ان الاقتصاد الوطني سيحقق ما يقارب 990 مليون دولار سنويا من انبوب النفط بصورة مباشرة اما غير المباشرة فسيخلق مرور الانبوب عبر الاراضي العراقية ما يقارب الفي فرصة عمل اضافة الى ما يتقاضاه ميناء النفط من عوائد مناولة ورسوم بضائع وغيرها من مكتسبات .

حين سافر رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي الى العراق في التاسع عشر من كانون ثاني من لاعام الحالي تواصلت معه واخبرني ان اول اولويات الزيارة هي اعادة فتح الحدود والانتهاء من تحقيق حلم انبوب النفط وها نحن الان نجني ثمار تلك الزيارة وبعد كل هذا يطلع علينا البعض مطالبا برحيل الملقي الذي دمر البلاد والعباد كما يقولون متناسين ان ادارة الدولة لا تتم عبر صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي وان فرض اي ضريبة ليس ترفا تمارسه الحكومة حبا في جني المال وانما جزء من حركة تصحيح الاقتصاد الذي اصابه العوار في السنوات الاخيرة ونما فيه الدين العام بشكل كارثي .

اقول للدكتور الملقي ونحن نشهد اعادة فتح الحدود مع العراق الشقيق بوركت الجهود الخلاقة التي تعمل بصمت ودون ضجيج وان غدا لناظره قريب.
تابعو الأردن 24 على google news