jo24_banner
jo24_banner

الأردن بين حضور السلطة وغياب الدولة

عبد الهادي الراجح
جو 24 : يبدو أننا في الأردن ورغم مرور أكثر من 92 عاما على تأسيس الأردن بنظامه السياسي الحالي لا زلنا نفتقد للدولة الشاملة بمفهومها المعروف ، ولا زالت تحكمنا سلطة وليس دولة ، وهناك فرق بين السلطة وهي الطارئة مهما طال أمدها خاصة إذا كانت وظيفية وبين الدولة وهي العريقة الثابتة ، والسلطة عندما تصبح مجردة تكون عبئا على الوطن وتتصرف كمليشيات مسلحة غاية هدفها المحافظة على النظام والأمر الواقع .
بينما الدولة الراسخة هي من يتنافس أبناءها لخدمة قضايا الدولة ولذلك لا أريد أحد أن يزاود ويقول لي أن هناك نظام دولة في الأردن فهذا غير صحيح تكذبه الأحداث والحقائق والأمر الواقع .
مؤخرا صرح محافظ العقبة لإحدى الصحف الأمريكية محذرا من حرب أهلية أسبابها الحراك الوطني كما يقول ولا أعلم من أين جاء بمصطلح الحرب الأهلية مع أن الأردن بتكوينه الجغرافي والسكاني وتداخل الشعب مع بعضه البعض أبعد ما يكون عن مثل هذا الهراء والتخاريف إلا إذا كان قصد المحافظ التغطية على الأحداث القادمة التي نرى بوادرها بكل أسف من خلال تصرفات واستفزازات غير مسئولة التي يمارسها ما يسمى بجماعة الموالاة ولا أعلم من الذي أصاغ هذا المصطلح حيث يؤكد الحراك الوطني الشعبي بكل أدبياته وبرامجه والقائمين عليه ثوابتهم الوطنية ودعوتهم الإصلاحية السلمية للنظام وأركانه وارتفاع صقف المطالب التي طالت رأس السلطة ، في الحقيقة يعود للاستفزازات التي يقوم بها الطرف الآخر محميا من قوة المنتفعين من السلطة وقوى الأمن وهناك الكثير الكثير وللإنصاف والأمانة من رجال الأمن من يستحق الاحترام والتقدير لدورهم الوطني في حماية الأمن العام للوطن الذي هو مصلحة للجميع ، وللأمانة أيضا نعلم أن رجل الأمن عسكري ولكنهم يحاولوا احتواء بعض البلطجية والزعران والغوغائيين الذين البعض منهم معروفين جيدا لدى الشارع الأردني وخروج هؤلاء لتأييد السلطة باسلاليبهم المعروفة فهي في الحقيقة صورة من البؤس الذي وصلت إليه السلطة .
إذا كانت مرحلة الخمسينات والستينات والسبعينات شهدت تأييد بعض شيوخ ووجهاء العشائر للسلطة الحاكمة فان هذه المرحلة تشير لتغير الكثير من تلك الموالاة وعدم رضاها عما يحدث خاصة من الشيوخ الحقيقيين لعشائرنا الأردنية وليس من بعض الذين اخذوا مسمى شيخ من الديوان الملكي وكأنه وظيفة ضمن وظائف الديوان الكثيرة وليس إجماع العشيرة والقبيلة عليه .
نحذر من الانزلاق للعنف والبلطجة لأن مصطلح حرب أهلية والتصريح هنا لوسائل إعلام أمريكية يحمل دلائل كثيرة مقلقة والحراك الوطني لا يزال سلميا وسيبقى كذلك والاستفزازات تأتي دائما من السلطة وجمعية المنتفعين منها الذين حتى في كلامهم السوقي الذي يحمل الكثير من الدلائل التي تكشف النوايا القمعية القادمة للسلطة وتقسيم الشعب ما بين موالاة ومعارضة ولا أعلم لمن الموالاة ، إذا كنا متفقين أن مصلحة الوطن هي الأساس وهل الموالاة للفساد والتستر على الفاسدين يخدم النظام .
اعتقد أنه جاء الوقت المناسب لكشف كل الفاسدين وتقديمهم للعدالة والمنافقين الذين يختبئوا كالجرذان القذرة خلف صور الملك ، أما التحذير من الحرب الأهلية فهو غير موجود إلا في العقل الدكتاتوري الرافض للآخر الذي يتشدق بالوطنية .
ولذلك أقولها صريحة وواضحة وأنا من الذين نكل بهم وظلموا نتيجة غياب دولة القانون وحضور دولة المخابرات التي هي السلطة الحاكمة الفعلية ، وبعد اليوم لا سلطة إلا للشعب ولا ولاء وانتماء إلا لله ثم الوطن وغير ذلك هراء وكذب ونفاق لا مكان له في وطن آمن أبناءه بأنه لا عودة للوراء والعبودية لغير الله هكذا أعلنها الشعب حرية ديمقراطية مش مكارم ملكية ولا عزاء للصامتين .
عبد الهادي الراجح
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير