حول دور السينما «المطلوب» في أجيالنا
ابراهيم العجلوني
جو 24 : ترجم الدكتور اسحق موسى الحسيني، فيما يذكر الاستاذ العقاد في كتابه «الاسلام في القرن العشرين» كتاباً عن الانجليزية عنوانه «الاسلام في نظر الغرب»، وقد تضمن الكتاب رأياً لأحد مديري الجامعة الاميركية السابقين، هو الدكتور بايرد دودج، مفاده «ان هوليوود قد اثرت في الجيل الحاضر من المسلمين اكثر من تأثير مدارسهم الدينية»، والجيل الحاضر الذي يقصده الدكتور دودج هو جيل الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وان من المتوقع - اذا صح هذا الرأي - ان يزداد تأثير هوليوود في اجيال العرب والمسلمين مع مرور الزمن، وان القيم الغربية المبثوثة عبر افلام هوليوود، والتي تعززت من خلال السينما المصرية والهندية التي قامت بترويج هذه القيم ايضاً، كما ان من المتوقع كذلك، مع تبني الفضائيات المتكثرة لنمط الحياة العربي، واعادة بث الافلام السينمائية التي تستهوي بأنواع الاثارة، الشباب، واجراء المسابقات الغنائية والفنية على نمط هوليوود، ان يبلغ استلاب وعي هؤلاء الشباب مداه واقصى غاياته، بيد ان واقع الامر مخالف لذلك جملة، وان كان ثمة بؤر شوّهها هذا الكيد الكبار واجتالها مكر الليل والنهار.
ان من ينظر الى ملايين الشباب الذين يؤمون المساجد ايام الجمع وفي الاعياد، وفي الصلوات المفروضة كلها، والى انتشار مدارس تحفيظ القرآن في آسيا وافريقيا، وفي اوروبا واميركا ايضاً، والى الاعداد الكبيرة من المسلمين الجدد في العالم، سوف يخرج بنتيجة مخالفة لما يتضمنه توكيد الدكتور بايرد دودج من غلبة تأثير هوليوود على الشباب، في الجيل الذي عاصره او في الاجيال التي تتابعت بعده الى يومنا هذا.
ثم ان مما يلاحظه الدارس المحقق ان كثيراً من ضحايا النمط الاخلاقي الذي تبثه هوليوود، والسينما المصرية المقلدة لها، وكذلك السينما الهندية (ومصر والهند هما قاعدتا الاسلام)، سرعان ما ينتبهون من غفلتهم، فاذا هم اكثر الناس حماسة لقيم الاسلام واذا الشقة بعيدة والمسافة متراحبة بينهم شباناً صغاراً وبينهم كهولاً راشدين.
على ان الدكتور بايرد دودج يحكم على ظاهر ما يرى، ولا ينفذ ببصره الى اعماق البنية الشعورية للانسان العربي او المسلم، وهو يقيس على ما يرى في بعض قاطني الحواضر العربية مثل بيروت والقاهرة، ولعله يحب ان يكون هذا الظاهر هو مبلغ علم الساعين الى تغريب اجيال امتنا، توطئة لاستلابها جملة وتفصيلاً.
ونحن علمنا، من قبل، علم نابليون بونابرت حين أرسل الى خليفته في مصر، يطلب اليه ان يُحضر الفرق التمثيلية الفرنسية الى مصر، وان يختار اعداداً من الشباب المصريين يرسلهم الى فرنسا ليتلقنوا الطبائع الفرنسية ثم يعودوا ليكونوا «حزب فرنسا» في مصر.
كما علمنا علْمَ ما اثبته مؤرخو السينما المصرية عن دور اليهود في نشأتها، وعلمنا الى ذلك كيف مُنيت هذه السينما بتجار لا تهمهم القيم الوطنية للبلاد، وبمخرجين يضحكون على الذقون ويشوّهون من تاريخ مصر، وتاريخ العرب والمسلمين، والانبياء، والمفكرين - ولا نذكر اسماء هنا - ما يشوّهون..
ان اوجز ما نقول في ملايين الدولارات، بل ملياراتها التي تدفع بسخاء من اجل الهزيمة الروحية لأمتنا، هو قوله تعالى في سورة الانفال (الآية 36) «فسينفقونها ثمّ تكون عليهم حسرة»، وحسبنا بكتاب الله العزيز فصْلَ خطاب. الرأي
ان من ينظر الى ملايين الشباب الذين يؤمون المساجد ايام الجمع وفي الاعياد، وفي الصلوات المفروضة كلها، والى انتشار مدارس تحفيظ القرآن في آسيا وافريقيا، وفي اوروبا واميركا ايضاً، والى الاعداد الكبيرة من المسلمين الجدد في العالم، سوف يخرج بنتيجة مخالفة لما يتضمنه توكيد الدكتور بايرد دودج من غلبة تأثير هوليوود على الشباب، في الجيل الذي عاصره او في الاجيال التي تتابعت بعده الى يومنا هذا.
ثم ان مما يلاحظه الدارس المحقق ان كثيراً من ضحايا النمط الاخلاقي الذي تبثه هوليوود، والسينما المصرية المقلدة لها، وكذلك السينما الهندية (ومصر والهند هما قاعدتا الاسلام)، سرعان ما ينتبهون من غفلتهم، فاذا هم اكثر الناس حماسة لقيم الاسلام واذا الشقة بعيدة والمسافة متراحبة بينهم شباناً صغاراً وبينهم كهولاً راشدين.
على ان الدكتور بايرد دودج يحكم على ظاهر ما يرى، ولا ينفذ ببصره الى اعماق البنية الشعورية للانسان العربي او المسلم، وهو يقيس على ما يرى في بعض قاطني الحواضر العربية مثل بيروت والقاهرة، ولعله يحب ان يكون هذا الظاهر هو مبلغ علم الساعين الى تغريب اجيال امتنا، توطئة لاستلابها جملة وتفصيلاً.
ونحن علمنا، من قبل، علم نابليون بونابرت حين أرسل الى خليفته في مصر، يطلب اليه ان يُحضر الفرق التمثيلية الفرنسية الى مصر، وان يختار اعداداً من الشباب المصريين يرسلهم الى فرنسا ليتلقنوا الطبائع الفرنسية ثم يعودوا ليكونوا «حزب فرنسا» في مصر.
كما علمنا علْمَ ما اثبته مؤرخو السينما المصرية عن دور اليهود في نشأتها، وعلمنا الى ذلك كيف مُنيت هذه السينما بتجار لا تهمهم القيم الوطنية للبلاد، وبمخرجين يضحكون على الذقون ويشوّهون من تاريخ مصر، وتاريخ العرب والمسلمين، والانبياء، والمفكرين - ولا نذكر اسماء هنا - ما يشوّهون..
ان اوجز ما نقول في ملايين الدولارات، بل ملياراتها التي تدفع بسخاء من اجل الهزيمة الروحية لأمتنا، هو قوله تعالى في سورة الانفال (الآية 36) «فسينفقونها ثمّ تكون عليهم حسرة»، وحسبنا بكتاب الله العزيز فصْلَ خطاب. الرأي