بلدي تؤلمني..
نشأت الحلبي
جو 24 :
حالة من الحزن ممزوجة بكثير من الغضب تلك التي تنتابك وأنت تشاهد ذلك الكم الهائل للفيديوهات والصور التي تحكي حكاية مأساة "وسط البلد" ..
نعم كانت هناك فسحة من الكوميديا تناقلها الأردنيون لما يجري، لكنها كوميديا سوداء احترفها أبناء هذا الشعب، ولربما امتهنوها لكثرة ذاك السواد الذي بات يلف تفاصيل حياتهم ..
نعم، عمان غرقت بشبر "مي" ..
تلك ليست نكتة بقدر ما هي حقيقة .
هذه ليست المرة الأولى، وهذا يعني أن الوقاحة بالمسؤولين تجاوزت مرحلة تطنيش "التحسيس على الرؤوس" خوفا من فتح ملفات فساد "البنية التحتية" عبر سنين وسنين، لتصل مرحلة "الإستهتار" حتى بالفساد القائم، فلم يكلفوا أنفسهم حتى عناء فحص بنية تصريف المياه، فوقعت الكارثة التي دفع ثمنها التجار الذين غزت المياه محلاتهم وأتلفت بضاعتهم فيما هم في الأساس يعانون ضيق الحال بسبب الوضع الإقتصادي المتردي.
في الأثناء، كان الشباب المتعطلون عن العمل الذين قدموا من محافظات عدة إلى باب الديوان الملكي بحثا عن وظيفة، ما زالوا يفترشون الأرض ويلتحفون "الأمطار" هذه المرة، فأي مشهد هذا يمكن أن تختصره كلمات، أو لوحة يمكن أن تنقلها ألوان أو تحكيها مدرسة من مدارس الفن حتى لو كانت الأكثر "ألما"!!
حالي كحال كثيرين الآن، فبلدي، ولأنها قطعة مني، تؤلمني، ولا أدري إن كان المسكن يمكن أن يخفف ألمي، أو وصفة طبية ما يمكن أن تداوي الألم، أم أن الجراحة هي الحل الوحيد والأمثل والأخير للخلاص نهائيا من هذا الألم؟؟!!