كارثة تعريف الحكومة لنا .. نحن أبناء الحراثين!
نشأت الحلبي
تلك صدمة خرمت "مخي" عندما قرأت تعريف مدير عام دائرة الإحصاءات العامة لمعنى "الفقر الحقيقي" فهو يرى أن هذا الفقر معناه أن لا يجد الإنسان قوت يومه، مؤكدا أن هذا غير موجود في الأردن!
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن رئيس الحكومة زاد الطين بلة عندما قال أن العائلة التي يعمل فيها شخصان، ليست فقيرة!
المصيبة في تفاصيل الكلام، أو كما يقال أن الشيطان يكمن في التفاصيل، أما لماذا، فلأن هذا يكشف تلك الفجوة العميقة بين الناس والمسؤولين لناحية المعرفة الحقيقية بظروف الشعب، وأحاسيسه!
الحكومة تعترف هنا أن البحث لا يجري حتما عن "رفاهية" الشعب، فقمة الرفاهية بعرفها أن يأكل البشر وينامون لا أكثر!
ليس مهما إطلاقا أن يرفهوا عن أنفسهم بإمتلاك سيارة مثلا، أو برؤية " الطيارة" ولو مرة في الحياة، المهم أن يأكلوا!
وليس مهما أن يبحثوا عن تعليم حضاري ونوعي، المهم أنهم يأكلون!
وليس مهما أن يلبسوا ثيابا أنيقة طالما أنهم "أكلوا"!
وليس من الضروري أن يفكروا في المستقبل، المهم أن يفكروا ماذا سيأكلون غدا!
وليس مهما أن يفكروا بالإستمتاع مع أطفالهم بيوم ترفيه ما دام أنهم أطعموهم قوت ذلك اليوم!
وليس مهما أيضا نوع الطعام حتى لو كان من "حاوية قمامة"، المهم أنه طعام، وكفى!
المطار ليس لنا ولأبنائنا، هو فقط لهم ولأبنائهم!
أطفالنا لا يستحقون أن يروا العالم وأن يتنعموا بخير البلاد طالما أن هناك أطفالهم يتنعمون!
ليس مهما أن يكون منا، نحن أبناء الحراثين من الفقراء، مسؤولين أو تدعمنا واسطات لنصبح من "كبار البلد وكراسيها" طالما هم يتوارثون، ونحن يكفينا "قوت يومنا"!
حتى في القطاع الخاص حين تمتد أيديهم بفعل السطوة والمحسوبية وجبر الخواطر ليصبح أبناؤهم واشقاؤهم مسؤولين وبرواتب خيالية، فيما المهم أن يشبع أبناؤنا بوجبة تكفي إطفاء عقولهم!
عودوا إلى رشدكم يا سادة، ولا تزيدوا إحباط الناس حتى "بألفاظكم" !!
تابعو الأردن 24 على 
