حكاية عن طين "بحرنا الميت" .. وإسرائيل!
نشأت الحلبي
جو 24 :
زرت كندا في إحدى السنوات، وتحديدا مدينة تدعى جالجيري التابعة لمقاطعة ألبرتا.
ذهبت وزوجتي لقضاء بعض الوقت في أحد المولات القريبة، وكما في كل مثل هذه المجمعات، دعتنا إحدى الفتيات التي تعمل بأحد الأكشاك الصغيرة المنتشرة في ممرات المجمع لتجربة "المرهم" الذي تبيعه.
إقتربت انا وزوجتي منها وأخذنا عينة مما تبيع للتجربة.
راقنا ما تبيعه الفتاة، وزوحتي امتدحت المنتج كونها أخبر مني بمثل هكذا "منتجات".
وعندما رأت الفتاة حماسنا تجاه "الكريم"، أحبت أن تزيد ثقتنا به لنصل إلى قرار "الشراء" وقدمت لنا إضاءة إضافية عنه.
قالت : هذا المرهم من منتجات البحر الميت.
سألتها باستغراب : عن أي بحر ميت تتحدثين؟!
أجابت : البحر الميت في بلادي!
حتى تلك اللحظة لم يخطر ببالي شئ سوى أن أسألها مثلا هل أنت من عمان أو سويمة! !
سألتها : ومن أي بلاد أنتي؟
أجابت : من إسرائيل!
انتفض جسدي باللاشعور ...
قلت لها : هذه بلادنا لا بلادكم، وهذا بحرنا لا بحركم، وهذه منجاتنا لا منتجاتكم.
استغربت الفتاة من ردة فعلي التي تزامنت مع إرجاعي لبضاعتها إلى مكانها، وفي الأثناء سألتني : من أين أنتم؟
أجبتها : من " طين البحر الميت" .. وذهبت.
منذ تلك الحادثة وأنا أفكر كيف استغلت دولة الإحتلال كل خيرات بلادنا وغزت بها العالم ونحن لم نفعل، وإن فعلنا خصخصنا واستفادت شركات أجنبية ولا يحصل الوطن إلا على فتات!
ما ذكرني بهذه "الصدفة" قصة طين بحرنا الميت التي نصدرها لسوريا ونستوردها "كريمات" بعد أن يعاد تصنيعها.
لطالما تحدثنا عن الفوسفات والبوتاس وغيره مما نصدره خام وبأقل الأسعار، ثم نستورده بعد تصنيعه وبأغلى الأسعار .
ليبقى بحرنا ميت، لكن لنحيا نحن!
Nashat2000@hotmail.com