"رسالة الدمج" .. حراك ملكي "أسرع" في التقاط حراك الشارع
نشأت الحلبي
جو 24 :
لربما تكثر في قادم الأيام القراءات في القرار الملكي "المفاجئ" لعملية دمج المؤسسات الأمنية الثلاث في مؤسسة واحدة، وبموازاة القراءة الإقتصادية، فإن القراءة السياسية الوحيدة التي أراها في القرار تكمن في إلتقاط الملك للغضب الشعبي من كثرة الهيئات التي تستنزف الوطن ماليا، ولربما هذا ما نقله كثيرون للملك من خلال لقاءات مجلس بسمان التي التقى فيها الملك مع مختلف أطياف الشعب الأردني.
وعليه، أراد الملك امتصاص هذا الغضب، وبشكل عملي، من خلال القيام بعملية دمج كبيرة مثل دمج المؤسسات الأمنية حتى يدفع الحكومة لعملية دمج كبيرة مماثلة لكل الهيئات والمؤسسات التي خرجت عمليا من رحم الوزارات.
وعلى ما تقدم، فلا أرى من منطق الأشياء التفكير بأبعاد أخرى "أعمق" مثل ربط القرار بصفقة القرن مثلا، أو تغييرات ديمغرافية وسياسية مقبلة على المنطقة، أو حتى شروط صندوق النقد الدولي بتخفيض الإنفاق في هذه المؤسسات.
ما يؤشر على هذا فعليا أن الملك اختتم "رسالة الدمج" لرئيس الحكومة : بالقول : (.. ما يجعلها مثالا يحتذى في الدمج الكفؤ للمؤسسات والهيئات).
فليست هي محض صدفة أن يستخدم الملك كلمة "هيئات" هنا، بل أن هذا بمثابة أمر ملكي لبدء ورشة حكومية، أتوقعها أن تكون قريبة وكبيرة وستشهد الكثير من التغييرات على هذا الصعيد وستطال الكثير من المناصب والمهام الحكومية أفقيا وعاموديا.
في المحصلة، أرى أن الحراك الملكي، وفي ظل التباطؤ الحكومي، كان مرة أخرى الأسرع في التقاط توجهات حراك الشارع والتماهي معه في واحد من الملفات التي كانت يوما مطلبا شعبيا تم رفعه على اليافطات في مسيرات الحراك.