jo24_banner
jo24_banner

قصة المؤامرة .. وصراع المعسكرين على الأردن

نشأت الحلبي
جو 24 :
 
 ما أن صدر ذلك التقرير ، الذي وصف بالأمني، في صحيفة القبس الكويتية، حتى تلقفه كثيرون ولف ودار" كل منصات التواصل الإجتماعي، فلم تر "مثقفا" إلا وتحدث عنه، هذا إذا لم ينشره!
القصة ليست هنا، القصة أن هذا التقرير، وتلك الأهمية منقطعة النظير في تناقله، كشفت عن واحد من الأسباب الحقيقية للمحنة الإقتصادية التي تنهك الأردن الان، ففي طريقة تناول كثيرين للتقرير، أصبح ما كان شكا بالأمس، حقيقة اليوم، فالأردن يقع في قلب معسكرين متضادين في المصالح السياسية عربيا وإقليميا ودوليا، وكل معسكر يحاول أن يشد الأردن إلى صفه، فهناك مثلا ما وصف التقرير بأنه حقيقي ومهم مدعما قناعاته بأن عمان تتعرض لضغوط هي في الحقيقة جزء من مؤامرة أركانها بعض دول الجوار المتماهية، بل والقريبة حد الصداقة، من أركان فاعلين في الإدارة الأمريكية ومنهم كوشنير صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو - أي كوشنير - عراب صفقة القرن، والهدف من تلك الضغوطات تمرير الصفقة، فيما التزم المعسكر الآخر الصمت مكتفيا لربما بمشاهدة التأويلات والتفسيرات!
الواقع يقول إن اللحظة التي يمر بها الأردن والمنطقة عموما، هي لحظة تاريخية بإمتياز، فإدارة ترامب لم تعد تخفي توجهاتها ومخططاتها حيال القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، ولعل الواقع العربي الراهن الذي تشتعل فيه الحرائق في كل مكان، وتتهاوى فيه الثقة بين الأنظمة والشعوب، هو الأكثر مواءمة لتمرير كل شيئ، وإذا ما اعتبرنا أن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم الإعتراف بضم الجولان لدولة الإحتلال، بروفة لمعرفة ردة فعل الشعوب والأنظمة العربية على ما هو قادم، فإن البروفة نجحت وبإمتياز!
نعود إلى قصة المعسكرين والأردن، فإن ما بات واضحا للعيان بأن الأردن هو الدولة الوحيدة التي ما زالت تقول "لا" لتلك المخططات بسبب الإرتباط المصيري بين فلسطين الأردن أرضا وشعبا وتأثرهما دون غيرهما بأية مخططات سواء سياسيا أو إقتصاديا، وفيما فشلت "بروفة" المائة مليار، لم يبقى إلا " التخويف" من كذبة المؤامرات وتصويرها بأنها ليست عادية، ويشترك بها رموز من النخب المتتفذة، بل والعائلة الملكية!!
تأسيسا على كل هذا، فإن الواقع الوحيد الآن هو أن الأردن ما زال متمسكا بموقفه وثوابته من رأس الهرم إلى القاعدة، فكانت "لاءات" الملك الثلاث، ثم مثلا رسالة السلط بحرق علم إسرائيل وكتابة "فلسطين عربية" بالشموع وعلى مرأى من دولة الإحتلال، وهذا يعني أن الأردن لن ينخرط في أي معسكر يحيد عن هذا الثابت.

 
تابعو الأردن 24 على google news