jo24_banner
jo24_banner

وزراء طردوني وشتموني .. هكذا مارست الصحافة يا سادة!

نشأت الحلبي
جو 24 :


صحوت "مطووشا" من ليلة لم أنم فيها أساسا ..

هرولت مسابقا الزمن لأرتدي "البدلة" التي استعرتها من شقيقي الأكبر، و"الكرافات" التي ربطتها قبل يوم لأنني لم أعتد على ربطها ..

أسرعت إلى الشارع الرئيسي في الرصيفة والذي يربط بين عمان والزرقاء ..

لم أنتظر الباص هذه المرة، بل ركبت "السرفيس" المتوجه الى الزرقاء لأنني في عجلة من أمري مع أنه أغلى ..

نزلت في المكان الأقرب إلى المجمع الجدبد، وانطلقت مهرولا صوبه حتى أستقل من هناك باص الجامعة الأردنية الذي يمر بدوار المدينة الرياضية حيث مقر صحيفة شيحان التي اعمل بها ..

أحيانا كنت أتلفت يمينا ويسارا لعل الحظ يحالفني وألتقي بزميل ممن يمتلكون سيارة ليقلني معه، وكان منهم الزميل هاشم الخالدي الذي كان رئيس قسم المحليات ويمتلك سيارة الحلم "الكيا سيفيا" الكحلي، أما الزميل حسين العموش الذي كان من "ملوك" القسم الاجتماعي، فقد كنت أعلم إذا ما سبقني إلى الصحيفة أم لا من سيارته "الفوكسفاجن" التي يركنها في مكان قريب من المجمع ويذهب بالباص توفيرا للراتب الذي كان شحيحا أصلا ولا يحتمل كثيرا من "البنزين"!

بعد أن قفزت من شباك الباص "الكوستر" لحجز مقعد متخطيا الأزمة مع أنني في كامل أناقتي، توجهت إلى عمان ووصلت الى الصحيفة ورافقني الى الحوار الصديق والزميل محمد الرفايعة الذي كان مصورا في شيحان إلى جانب الصديق والزميل الآخر بسام غانم، وتوجهنا إلى اللقاء لمحاورة أحد الوزراء، وكان في ذلك الحين الزميل والصديق جهاد أبو بيدر مديرا للتحرير، والزميل والأخ الكبير رجا طلب رئيسا للتحرير، فيما كان الزميل "الجميل" حكمت المومني سكرتيرا للتحرير ودينامو الجريدة، وكان ناشر الصحيفة عميد الحريات الصحفية الدكتور رياض الحروب.

لن أرو هنا قصة اللقاء بحد ذاتها، ففي قادم الأيام سأروي الكثير، وربما نؤرخ أيضا كثير وكثير من تلك الحكايات في كتاب كما اتفقنا مبدئيا أنا وهاشم وجهاد بعد لقائنا الأخير على إفطار في البحر الميت، لكنني سأروي قصة ذلك السؤال الذي دار في خلدي وأنا ما زلت في خطاي الأولى في عالم الصحافة، سألت نفسي : لماذا أذهب الآن لمقابلة ذلك الوزير، ولماذا هو يستقبلني؟!

أجبت نفسي : أنا أذهب للقائه لأنني أمثل ضمير ااوطن وهموم الناس ولا أذهب إليه لنسج علاقة شخصية أو أن أحظى بوظيفة أو لأتكسب منه أي مكسب .. أما الوزير فإنه يستقبلني لكي يقول للناس أنني أحترمكم وأخدمكم وهنا أستقبل ممثل عنكم ﻷقدم نفسي وعملي لكم.

وعليه، لم أخرج يوما من مقابلة وزير أو أي مسؤول وأنا "صديقه" ولم أتلقى يوما هدية، بل لطالما شتمت وأحيانا طردت من مكاتبهم لأنني لم أفاوض على حقوق الناس وعلى أحلامهم ومستقبلهم أو أقايض عملي بصفقة!

لست ملاكا يا سادة، لكنني على الأقل هكذا فهمت الصحافة وهكذا مارستها ..

هل وصلت الرسالة؟!


Nashat2000@hotmail.com
 
تابعو الأردن 24 على google news