ريكاردو أوجعني على صحفيي بلدي .. وصالح إعتصرني حزنا ..
نشأت الحلبي
جو 24 :
خرجت من المنزل مسرعا، فقد تأخرت عن محاضرة للإعلامي اللبناني ريكاردو كرم نظمتها الرابطة اللبنانية الأردنية في عمان.
مع العجلة، نسيت موبايلي في المنزل، جلست منزعجا لهذا الانقطاع الاضطراري عن قنواتي خصوصا "الفيس"، بدأت أستمع لريكاردو وهو يسرد بعضا من مسيرته في بلاط صاحبة الجلالة، وهو يتحدث، كنت أمرر نظري على الحضور وأسأل نفسي : ألا يعلم هؤلاء، من أبناء بلدي، شيئا عن صحفيي بلدهم وإعلامييهم، ألا يعلمون أن صحفيي الأردن، ولو أراد أي منهم أن يروي حكايته لكتب فيها كتبا ومجلدات؟!
عدت لربكاردو الذي تحدث عن واحدة من تجاربه وكيف يعد أن أغلقت بوجهه كل أبواب "التمويل" توجه إلى حاكم مصرف لبنان، فوقف حاكم المصرف إلى جانبه ويسر له أمور سفر طاقم برنامجه ليجوب العالم ويجري حوارات صحفية مهمة، وكيف أيضا طرق أبواب رجال أعمال لبنانيين يملكون فنادق في دول كثيرة، فوفروا له الدعم وحجزوا له ولطاقمه غرف في فنادقهم وأعانوه ليشق طريقه نحو النجاح.
أخذت تدور بي "الدنيا"، ففي بلدي العمل الصحفي "بات" مختطفا بكل ما تعني الكلمة من معنى، وإذا ما كان هناك طموح يراود "قلب" أحدهم، فتكثر نحو "عقله" السهام لتبدد حلم القلب.
عدت من محاضرة ريكاردو وأنا أتحسر على صحفيي بلدي، وما أن دخلت المنزل حتى تلقفت موبايلي وبدأت بتصفح ما فاتني من أخبار، هنا كانت الصدمة بخبر وفاة الكاتب والصحفي صالح عربيات، هذا الزميل الذي عرفته بداية عبر مقالته في صحيفة العرب اليوم، تلك الصحيفة التي شكلت حالة صحفية فريدة حين انطلقت، وكان فيها صالح علامة فارقة .. فصورته التي ينشرها مع المقال تقول لك الحكاية .. تقول أنا ابن قاع المدينة .. انا ابن الشارع . انا أحمل هموم الناس .. انا أكتب لأنني أريد أن يتنفس أبناء بلدي لا لأن أجمع مالا .. أنا هنا باسم كل الناس، شباب وشابات، آباء وأمهات، أخوة وأخوات ..
غادرت محاضرة ريكاردو غضبانا، وموت صالح أبكاني بحرقة من يخشى على وطن، فذلك قلم كان يحارب ليحمي هذا الوطن..
نعم، استعجلت الرحيل يا صالح ولم تقل بعد كل ما في جعبتك، ولم تنهي المعركة، فنصف العمر لا يكفي يا صالح.
#نشأت_الحلبي