الطراونة .. موقف أردني يؤرخ
نشأت الحلبي
جو 24 :
قبل سويعات قليلة من ورود أخبار الخلاف حول البيان الختامي للبرلمانيين العرب في ختام إجتماعهم بعمان، كنت أسأل نفسي حول شرعية مجلس النواب وما إذا كان حقيقة ما زال يمثل الشعب الأردني الذي يصب جل غضبه على النواب في كل محطة تمر بها البلد، فمن التعيينات الأخيرة لأشقاء نواب، مرورا بالتعيينات "الألفية" وقبلها غرق عمان، لم يكن للنواب صوت إلا من رحم ربي.
ما ورد من أنباء حول الخلاف على البيان الختامي لاتحاد البرلمانيين العرب، أشارت إلى أن قصة "التطبيع" مع دولة الاحتلال هي التي فجرت الخلاف، وهنا برز الموقف الأردني الذي أعلنه رئيس مجلس النواب، رئيس إتحاد البرلمانيين العرب المهندس عاطف الطراونة الذي أكد على موقف الأردن الثابت أولا بأننا " رأس حربة" في الدفاع عن فلسطين، كل فلسطين، وفي رفض التطبيع أبدا على حساب الفلسطينيين، في الداخل وفي الضفة الغربية وفي الشتات، فلا مساومة أردنية على هذه الحقوق سواء كتب ذلك في ما يسمى "صفقة القرن" أم لم يكتب.
الموقف الأردني هذا انسحب على البيان الختامي الذي جعل من التطبيع مع المحتل بمرتبة الحرام طالما ما زالت عملية السلام "تترنح"، وسيطر "أبو الليث" على الخلاف بتضمين هذا الموقف في البيان الختامي ليسطر تاريخيا لعمان بأن أي شبهة تنازل عن الحق الفلسطيني لن يكتب منها حرف في عاصمة الأردنيين، لا الآن ولا بعد حين.
نعم، نختلف مع مجلس النواب في قضايانا الداخلية، ونهاجمه بلا رحمة عندما يحيد عن الطريق، لكننا التقينا في هذا الموقف الذي تصدى له الطراونة بكل حزم، وهو الموقف الذي ينسجم مع ضمير كل أردني.