"لينا" وطوكيو .. والشعب
نشأت الحلبي
جو 24 :
مجرد "بوست" نشرته على الفيسبوك عن تعيين وزيرة السياحة السابقة لينا عناب، التي خرجت من الحكومة على وقع فاجعة البحر الميت الألبمة، سفيرة في طوكيو، تحول إلى ما يشبه إستطلاعا شعبيا حول هذا التعيين.
لعل تلك ظاهرة حسنة قد تدفع الحكومة الى تغيير "تابوهات" التعيين خصوصا في الوظائف الحساسة، ولعلها مثال حي أمام حكومة "النهضة، ومن سيتبعها من حكومات، أيضا لتغيير النهج بشكل حقيقي في مفاصل جد حساسة ومهمة.
من محاسن الصدف، أو سوئها، لا أدري، أن الحديث عن تعيين "عناب" ترافق مع حادثة "المواجهة" بين السفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار مع أحد حضور نشاط لها هناك واتهامه لها بوراثة المنصب عن قريبها كريم قعوار السفير السابق في أميركا، وهو اتهام ضمني للحكومة بتوريث المناصب سواء الحكومية منها أو الدبلوماسية.
من مزاج الناس العام من خلال الردود على البوست المتعلق بتعيين "عناب"،، كان جل الغضب الشعبي ينصب على الحكومة لجهة إتهامها بالإنفصال عن واقع الناس وكأنها لا تعي ولا تشعر بأحاسيسهم وإنفعالاتهم، وكان السؤال : كيف تعيد الحكومة إلى الأضواء وزيرة تركت منصبها للتو على وقع ألم الناس مع أن هذا الألم ما زال سببا في أنات كثيرين ولم يخف صوته بعد؟! .. وهذه الحالة مشابهة تماما لقصة تكريم فنانات وإعلاميات عرب في أمانة عمان في الوقت الذي لم تجف به بعد دماء شهداء أردنيين ارتقوا في السلط!!
الشعب هنا لم يختلف مع الحكومة على قصة التعيين بقدر ما إعترض على الشخص المعين، وهذا واضح تماما لراصد الدوار الرابع، لكنه في السياق بدأ يطرح تساؤلات حول أسس التعيين في السلك الدبلوماسي بشكل عام، وهو أمر يتقاطع مع ذات الأسئلة التي طرحت حين تفجرت قضية تعيين أشقاء النواب وبعدها تعيينات وزارة العدل مرورا بتعيينات التلفزيون.
لنتخيل، يا سادة، الإشارات التي أرسلها الناس حين وردت معلومات تشير إلى قيام بعضهم بمحاولة إرسال رسائل إلى مؤسسات يابانية وحتى لامبراطور اليابان للطلب منه بعدم قبول "عناب" سفيرة في بلاده، فهذا يعني حتما أن الشعب يريد أن يكون شريكا في كل شئ، حتى خارج الحدود، ما دامت قضاياه معلقة ولا تجد طريقا للحل لا سيما قضيتي البطالة والفقر.